Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 20-20)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ الَّذِينَ آتيناهُم الكِتابَ } اليهود والنصارى ، والكتاب التوراة والإنجيل { يَعْرفُونه } يعرفون رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهُ رسول الله إلى الناس كلهم بصفاته التى يذكر بها فى التوراة والإنجيل ، وقيل يعرفون القرآن لذكره فى قوله { وأوحى إلىَّ هذا القرآن } ويدل للأول قوله تعالى { كَما يعْرِفُون أبناءهم } فإن التشبيه بمعرفة الأبناء تناسب معرفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولو أراد القرآن لقال كما يعرفون التوراة والإنجيل ، كذب الله عز وجل اليهود مع قولهم لقريش كما مر آنفا إنا لا نعرف محمداً . لما أسلم عبد الله بن سلام ، قال له عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنزل الله بمكة { الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم } كيف هذه المعرفة ؟ فقال عبد الله بن سلام رضى الله عنه يا عمر لقد عرفته حين رأيته كما عرفت ، ولا أنا أشد معرفة بمحمد صلى الله عليه وسلم منى يا بنى ، فقال عمر رضى الله عنه كيف ذلك ؟ قال أشهد أنه رسول الله حقاً ، ولا أدرى ما تصنع النساء ، أى وأما الولد فلعل المرأة زنت فكان من الزنى ، فقال له عمر لقد أصبت وصدقت ، ذكره الشيخ هود رحمه الله وغيره باختلاف فى بعض الألفاظ ، وهذا من عمر وابن سلام تفسير لها ، يعرفونه برسول الله صلى الله عليه وسلم لا بالقرآن . { الَّذِينَ خَسِرُوا أنفُسَهم } ضيعوا أنفسهم عن الإسلام ، وثوابه به من أهل الكتاب وسائر المشركين ، فكانت منازلهم فى الجنة للمؤمنين ، ومنازل المؤمنين فى النار لهم ، والذين مبتدأ ، وخبره هو ما بعد الفاء من قوله تعالى { فَهُم لا يُؤمنُون } من جملة المبتدأ والخبر ، وقرنت بالفاء لشبه المبتدأ باسم الشرط ، أو منصوب على الذم ، أو خبر لمحذوف أو بدل من الذين آتيناهم ، وإنما قال الله { فهم لا يؤمنون } لأنهم ضيعوا ما به يكتسب الإيمان وهو النظر ، هذا فى المشركين غير أهل الكتاب ، وأما المشركون أهل الكتاب فضيعوه ، لأنهم عرفوه وجحدوه عناداً صلى الله عليه وسلم .