Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 126-126)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وما تَنقمُ مِنَّا } مستأنف فى كلامهم أو حال ، وقرأ أبو حيوة ، وأبو البرهسن ، وابن أبى عبلة ، والحسن ، بفتح القاف ، ولغة الكسر أفصح ، أى ما تكره منا وتعيب وتنكر { إلا أنْ آمنَّا بآياتِ ربِّنا لمَّا جاءتْنا } أى إلا الإيمان الذى هو أصل المفاخر وخير الأعمال بحيث لا يمكن تركه إلى ما تريد ، وذلك من تأكيد المدح بما يشبه الذم ، كقوله @ ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم بهن فلول من قراع الكتائب @@ فتضمن ذلك أن مؤاخذتك لنا بالإيمان فى غاية القبح وسوء الرأى ، واستأنفوا فزعا إلى الله تعالى بقولهم { ربِّنا أفْرغ علينا صَبْراً } على وعيد فرعون ، فلا نفتتن به عن الإيمان الذى يظهر لى أن هذا مجاز مركب ، وهو استعارة تمثيلية ، أى افعل بنا من توسيع الصبر علينا ، وتغميدنا به ، ومحو الذنوب به ما يكون شبيها بإكثار الماء وإفراغه على الشىء المتوسخ لإزالة وسخه ، ويجوز أن يكون توسيع الصبر مشبها بإفراغ الماء مستعارا له لفظ الإفراغ استعارة أصلية واشتقا من هذا اللفظ بمعنى التوسيع ، أفرغ بمعنى وسع ، فأرغ استعارة تصريحية تبعية ، وصبرا قرينته ، ويجوز أن يكون فى { صبراً } استعارة مكنية شبه بالماء فى إزالة المكروه ، وأفرغ رمز إلى هذا التشبيه ، فإن الإفراغ من لوازم الماء . { وتَوفَّنا } أمتنا { مُسْلمِينَ } ثابتين على الإسلام دين موسى وهو دين إبراهيم عليهما السلام .