Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 141-141)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وإذْ أنْجينَاكُم } أى قال الله لهم واذكروا إذ أنجيناكم ، ويجوز أن يكون هذا من جملة كلام موسى ، فيكون ضمير المتكلم له ، وإنما أسند الإنجاء إلى نفسه لوقوعه على يده وبسببه ، وهذا أولى من الوجه الأول ، فليس قوله { من ربكم } التفاتا بخلافه على الوجه الأول ، ففيه التفات من تكلم لغيبة ، ويقوى هذا الوجه الأخير قراءة ابن عامر وإذ أنجاكم ، أى الله ، ولو كانت تحتمل الأول بأن يكون المعنى قال الله واذكروا إذ أنجاكم الله ، والذى فى صحف الشام قراءة ابن عامر ، وقرئ وإذ نجيناكم بالتشديد . { مِنْ آلِ } قوم { فِرْعَونَ } وجملة { يسُومُونكم } حال من الكاف ، أو من آل ، أو منها أو مستأنفة لبيان ما منهم منه الانجاء ، أو المصدر منها بدل اشتمال من آل ، فتكون إن محذوفة رفع الفعل بعد حذفها وما مر أولى ، والسوم الطلب ، سام السلعة طلبها ، والكاف على تقدير اللام فقوله { سُوءَ العَذابِ } مفعول به ، أى يطلبون لكم سوء العذاب ، أو يسومونكم بمعنى يذوقونكم أو يكلفونكم ، فسوء مفعول ثان ، ومنه سوم السلعة أيضا ، فإن مساومها يكلف صاحبها وقوع البيع وإرادته أو بمعنى يعذبونكم ، فسوء مفعول مطلق ، وسوء العذاب هو ما لا يحتمل ، وجملة { يُقتِّلونَ } بالتخفيف عند نافع { أبْناءَكُم } بدل مطابق بالنظر إلى الجملة المعطوفة عليها ، وهى قوله { ويسْتَحيُونَ نِساءَكُم } يتركونهم أحياء ، وفيه بيان لذلك السوم ، وتشديد يقتِّلون فى قراءة ابن عامر وغيره للمبالغة . { وفى ذَلكُم } الإشارة إلى سوء العذاب { بلاءٌ } امتحان { مِنْ ربِّكم عَظيمٌ } أو إلى الإنجاء ، أى وفى إنجائكم امتحان عظيم لكم ، هل تشكرون الله عليه ؟ وقيل إذا جعلنا الإشارة إلى الإنجاء فالبلاء بمعنى النعمة ، وما ذكرته أولى ، وقال الطبرى قوله { وإذ أنجيناكم } إلى { عظيم } خوطب به من كان من بنى إسرائيل على عهد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تقريعا لهم بما فعل بأوائلهم ، وما ذكرته بوجهيه أولى .