Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 168-168)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وقطَّعْناهُم } فرَّقناهم { فى الأرْضِ أمماً } جماعات لا بلد إلا وفيه من اليهود طائفة قليلة أو كثيرة تحت الذمة ، وذلك كسر لشوكتهم ، ولا تقوم لهم راية ، ولا ينفردون بمدينة أو قرية أو محلة ، وأمما حال أو مفعول ثان لقطع لتضمنه معنى صير { مِنْهم الصَّلحُون } وهم من وراء الصين ، منهم ومن لم يكفر بنبى أو كتاب { ومنْهُم دُونَ ذَلكَ } أى قوم ثابتون دون ذلك ، فدون ظرف متعلق بمحذوف نعت لمبتدأ محذوف وهو منصوب على الاستقرار ، قيل ومحله رفع لأنه نائب عن مرفوع ، والإشارة إلى الصلاح أو إلى المذكور من هو الصالحون ، فالذى دون ذلك هو النفاق والشرك ، والمنافقون والمشركون قبل نبينا أو فى عصره أو بعده ، فهم منحطون رتبة عن الصالحين ، وقوله { منهم الصالحون ومنهم دون ذلك } استئناف فى معنى غير ما قبله ، ويجوز أن تكون الجملة مستأنفة فى بيان تفريقهم أمما ، فيكون معنى تفريقهم أمما جعلهم صالحا وطالحا ، وعلى هذا يجوز أن تكون نعتا لأمما أو بدلا من قطعناهم أمما . واعلم أن من كان منهم مؤمنا بالأنبياء والكتب كلها فهو المراد بالصالحين ، ومن كان كافرا فهو المراد بدون ذلك فى أى زمان كانوا ، ولا يشترطون فى تقطيعهم أمما وجود الفريقين فى كل عصر ، ولا سيما إذا فسرنا التقطيع بالتفريق فى البلاد ، فلا حاجة إلى قول بعض إن المراد ما قبل عيسى لوجود المؤمن والكافر فيه ، ولأن من بعده كفار لكفرهم به ، ولا إلى قول بعضهم المراد بالصالحين ودون ذلك من كان منهم بعد بعث نبينا ، ويجوز أن يراد بقوله { ومنهم دون ذلك } منهم قوم آمنوا وعملوا لكن لم يصلوا درجة هؤلاء . { وبلَوْناهُم بالحَسَنات } كالصحة والرزق الواسع { والسَّيئات } ضد ذلك { لعلَّم يرْجعُونَ } عن الكفر والمعاصى ، فإن النعمة مرغبة فى طاعة المنعم ، والشدة زاجرة عن معصيته .