Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 206-206)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إنَّ الَّذين عِنْد ربِّكَ } وهم الملائكة ، ومعنى العندية شرفهم وقربهم من فضل الله ورحمته { لا يسْتَكبِرونَ عَن عِبادَتهِ } مع شرفهم وبعدهم عن الذنب ، فكيف ليستكبر عنها الناس مع انغماسهم فى الذنوب ، واحتياجهم إلى الجنة ، فالآية تعريض بهم ، ولذا شرع السجود لقراءتها . { ويُسبِّحونه } فى كل وقت عما لا يليق ، أى ينزهونه فيمن قال سبحان الله فقد نزهه عموما عما لا يليق ، ومن قال لا إله إلا الله فقد نزهه عن الشركة وهكذا { ولَهُ يسْجُدونَ } قدم الجار والمجرور للحصر والفاصلة ، والتسبيح والسجود تمثيل للعبادة العامة التى لا يستكبرون عنها ، وهذا موضع السجدة ، وزعم النقاش والنخعى إن شئت ركعت ، وإن شئت سجدت . قال ابن عمر إن النبى صلى الله عليه وسلم كان يقرأ القرآن فيقرأ سورة فيها سجدة فيسجد ونسجد معه ، حتى لا يجد بعضنا موضعا لجبهته فى غير وقت صلاة ، وبه يستدل مجئ سجود التلاوة فى الوقت الذى لا تجوز فيه الصلاة ، وليس بقاطع لاحتمال أن يريد فى غير وقت صلاة من الصلوات الخمس ، وفى الحديث " عليك بكثرة السجود فإنك لا تسجد سجدة إلا رفعك الله بها درجة ، وحط عنك بها خطيئة " وأنه ليس فى السماء موضع شبر إلا وعليه ملك راكع ، أو ساجد ، أو مسبح ، أو مهلل ، أو معظم لله ، والله أعلم . وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم .