Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 44-44)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ونَادَى أصْحابُ الجنَّة أصْحابَ النَّار } بعد دخول أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار ، يا أهل النار { أنْ قَد وَجَدْنا مَا وَعَدنا ربُّنا } فى الدنيا من الثواب على الإيمان والطاعة حقا ، فهل وجدتم ما وعد ربكم من العذاب على الكفر والمعصية { حقاً قالُوا نَعَم } وإنما سمعوا مع أن الجنة فى السماء السابعة ، والنار فى الأرض أو تحت الأرض السابعة ، وبينهما أضعاف خمسمائة عام ، لأن الله سبحانه ، قوى الأصوات أو الأسماع أو كلها ، والمنادى من أهل الجنة من شاء الله لا كلهم ، أو ينادى من كان من أهل الجنة من يعرفه من الكفار فى الدنيا ، وذلك النداء تلذذ لأهل الجنة ، وغم لأهل النار ، شتم بهم . وحذف مفعول ، وعد للعلم به ، وقد ذكر فى الأول ، أى فهل وجدتم ما وعد ربكم ، أو لأن مراد أهل الجنة بما وعدنا ربنا الثواب ، وبما وعد ربكم جميع ما وعد من البعث والحساب ، والثواب والعقاب ، وسائر أحوال القيامة ، لأن الكفار مكذبون بذلك ، ولأن الموعود كله حتى تنعم أهل الجنة مما ساءهم ، فأطلق ليعم وقرأ الكسائى نعم بكسر العين ، ورويت عن النبى صلى الله عليه وسلم ، وعن عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، وقرأها ابن وثاب والأعمش ، وهما نعتان قال شيخ من ولد الزبير ما كنت أسمع أشياخ قريش يقولون إلا نعم بكسر العين ، ثم فقدتها بعد ، وعن قتادة ، عن رجل من خثعم قلت للنبى صلى الله عليه وسلم أتزعم أنك نبى ؟ قال " نعم " بكسر العين ، قال أبو حاتم وهذه اللغة لا تعرف اليوم بالحرمين . { فأذَّن مُؤذِّنٌ } أعلم معلم بصوت رفيع ، قال ابن عباس رضى الله عنهما هو إسرافيل عليه السلام صاحب الصور وقيل ملك غيره { بيْنهم } بين الفريقين بحيث يسمعه كل { أن لَعنةُ الله عَلى الظَّالمينَ } وقرأ ابن كثير ، وابن عامر ، وحمزة ، والكسائى ، أن لعنة الله بتشديد نون أن ونصب لعنة ، أى بأن لعنة الله وهى مقوية لوجه كون أن فى قراءة الإسكان مخففة ، وإنما قرأ أبو بكر ذلك فى رواية البرى وشبل وقرأ فى رواية قنبل بإسكان النون ورفع لعنة ، وقرأ الأعمش أن لعنة الله بكسر الهمزة وتشديد النون ، ونصب لعنة على تقدير القول ، أو لأن التأذين قول .