Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 74-74)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ واذْكُروا إذْ جَعَلكم خُلفاءَ مِن بَعْد عَادٍ } فيه ما مرّ والخلفاء فيهما جمع أو خليف { وبَوَّأكم } أسكنكم ومكنكم { فى الأرْض } أرض الحجر بين الشام والحجاز { تتَّخذونَ مِنْ سُهولها } جمع سهل { قُصوراً } أى تبنون قصورا من المواضع السهلة بعمل اللبن والآجر منها ، أو من بمعنى فى ، أى تتخذون فى سهولها قصورا ، والقصور الدور ، سميت قصورا لأنها مقصورة فى مواضعها لا كبيوت العمود تنتقل ، ولأنها قصرت عن الناس قصرا تاما . { وتنْحِتونَ } وقرأ الحسن بفتح الحاء ، وقرأ ابن مصرف بالمثناة التحتية وكسر الحاء ، وقرأ أبو مالك بالتحتية وفتح الحاء ، وعن الحسن أيضا تنحاتون بالفوقية والفتح وألف الإشباع ، والنحت النجر والقشر فى الشىء الصلب كالحجر والعود { الجِبالَ } مفعول به { بيُوتاً } حال قدرة ، أى تقشرون الجبال منوية أن تكون بيوتا ، أو مفعول ثان على أن تنحتون مضمن معنى تتخذون ، أو الجبال على تقدير من ، أى تنحتون بيوتا من الجبال أى تكسرها من الجبال بعملها فى الجبال أو بقلع الحجر وإصلاحه والبناء به فى السهل ، لما رأوا الأجر واللبن تتفتت وتنهدم لطول أعمارهم ، وقيل يسكنون السهل فى الصيف والجبال فى الشتاء ، فهم متنعمون مترفهون . { فاذْكُروا آلاءَ الله } نعمة بالشكر عليها { ولا تعْثَوا } مضارع عثى بكسر الثاء كرضى ، وقرأ الأعمش بكسر الثاء الأولى ، ومعنى عثى من باب رضى وعلم ، وعثى باب رضى وضرب ، وعثا من باب دعا ونصر أفسد ، وقيل أفسد أشد الفساد ، والمراد النهى عن كل إفساد فى الناقة أو غيرها وهو الصحيح ، وقيل المراد قتلها { فى الأرْض مُفْسدينَ } حال مؤكدة لعاملها ، وقول الحسن لا تكونوا فى الأرض مفسدين ، وقول قتادة لا تسيروا فى الأرض مفسدين غير منظور فيهما إلى لفظ لا تعثوا ، بل تفسير بما تقبله الشريعة من غير نظر إلى اللغة ، فإن عثى بلغاته لا يكون بمعنى صار ولا بمعنى كان .