Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 52-52)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ كَدَأبِ آل فِرعَونَ } أى دأب هؤلاء الذين كفروا بك يا محمد ، كدأب آل فرعون { والَّذينَ مِنْ قَبلهِم } من قبل آل فرعون ، كقوم نوح ، وقوم هود ، وقوم صالح ، وقوم لوط ، وقوم شعيب ، وأجاز بعضهم تعليقه بقدمت ، والدأب العادة أو ما يدأب عليه يداوم ، أو السنن والطريقة كما قال به جابر بن زيد رحمه الله ، والشعبى ، ومجاهد ، وعطاء ، والمصدق واحد ، وفسر الدأب بقوله { كَفرُوا } أى آل فرعون والذين من قبلهم { بآياتِ اللهِ } داموا على الكفر بالآيات ، والكفر بها يستلزم أيضا الدوام على سائر المعاصى ، فكانت عادة كل قوم من هؤلاء الكفر والمعاصى { فَأخَذَهُم اللهُ بذُنُوبهم } فمن مفرق ، ومن مرجوف ، ومن مرجوم ، ومن ممسوخ وغير ذلك ، كما أخذ هؤلاء الذين كذبوا بك بوقعة بدر ، ولك أن تجعل العادة مجموع الكفر والأخذ فى مجموع الأمم ، وأن تجعلها الأخذ فيكون تقديم الكفر بيانا لما يترتب عليه العادة ، وهى الأخذ لا لأنه عادة أو بعض عادة ، فالتقدير على هذا كعادة الله فى آل فرعون ومن قبلهم ، وأضيفت العادة إليهم كما يضاف المصدر إلى ظرفه ومفعوله ، وعلى كل حال فالأخذ إنما يتصور عادة أو بعضها باعتبار وقوعه فى ذاك القوم ، وفى ذاك وفى ذاك وهكذا إلا فى الواحد ، لأن الواحد لهم أخذ واحد ، إلا إن يعتبر أحاد القوم . { إنَّ اللهَ قوىٌّ } فى أخذه الكفار { شَدِيدُ العِقابِ } عليهم فلا أحد يقوى عليه ولا على رفعه .