Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 53-53)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ذَلكَ } الأخذ مبتدأ خبره ما بعده ، وقيل عذابه ، عن سيبويه أنه خبر لمحذوف أى الحكم ذلك { بأنَّ } بسبب أن { اللهَ لَمْ يكُ } أصله يكون بإسكان الكاف وضم الواو والنون ، نقلت ضمة الواو لثقلها إلى الكاف ، وحذفت ضمة النون للجازم فكانت ساكنة ، فحذفت الواو للساكن بعدها ، ثم حذفت النون تخفيفا لشبههما بحرف العلة الذى يحذف للجازم كما يخففون لم أبالى إلى لم أبل بإسكان اللام وحذف الألف قبلها . { مُغيِّراً نِعْمةً أنعَمها عَلَى قَومٍ } بإزالتها أو بإزالة معظمها أو بتبديلها بالنقمة { حتَّى يُغيِّروا ما بأنفُسِهِم } ما فيهم من خير بشر ، أو من شر إلى ما هو أسوأ منه ، فهؤلاء وكفرة قريش كانوا قبل بعث الرسل مشركين عبدة أصنام ، ولما أرسل إليهم الرسل كذب كل قوم رسوله ، وما جاء به ، وسعوا فى قتله ، ولا شك أن التكذيب والسعى فى القتل زيادة فى الشر فحالهم فيها أسوأ من حالهم قبلها ، وكانت قريش لم توصف بقطع الرحم ، فلما جفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفوا به . وكان أهل سبأ فى نعمة عظيمة ، فبدلوا بها جنتين ذواتى أكل خمط وأثل وشئ من سدر قليل ، والرسل من جملة النعم ، ولما لم تشكر قريش نعمة الرسالة نقلها الله إلى الأنصار بأن أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بالهجرة إليهم ، ولا يخفى أن سبب الأخذ هو تغيير الناس ما بأنفسهم كما هو المراد بالآية ، وليس سببه عدم تغيير الله ما أنعم عليهم حتى يغيروا حالهم كما هو ظاهر الآية ، ولا ما هو المفهوم من هذا الظاهر ، وهو جرى عادته على تغييره متى يغيروا حالهم كما زعم القاضى . { وأنَّ اللهَ سميعٌ } لا يخفى عليه قول من الأقوال ، فلا يخفى عليه أقوال مكذبى الرسل { عَليمٌ } بما يفعل الخلق وبما فى صدورهم ، فهو عليم بما يفعل المكذبون ، وبما فى صدورهم ، فهو يجازى كلا بما فعل ، والعطف على أن الله لم يك مغيراً .