Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 5-5)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ كَما أخْرجَك ربُّكَ مِنْ بيْتِك بالحقِّ } قال ابن هشام ما حاصله أن أبا عبيدة قال الكاف حرف قسم ، وما بمعنى الذى مستعملة فى العالم مثل { والسماء وما بناها } أى والذى أخرجك وهو الله ، وأن رابط الصلة ربك ، وأن الكلام راجع إلى قوله { الأنفال لله والرسول } ويرده أن الكاف لم تجئ بمعنى واو القسم ، وأن ربط الموصول بالظاهر بابه الشعر ، وأن قوله { كما أخرجك } بعيد المسافة عن قوله { الأنفال لله وللرسول } فإنه يقول { الأنفال لله والرسول } دليل جواب القسم . وقيل عنه إن الدليل لهم درجات ومغفرة ورزق كريم ، وروى عنه أن الجواب يجادلونك ، ويرده عدم توكيده ، وأن ابن الشجرى شنع على مكى فى حكاية هذا القول وسكوته عنه ، فلو أن قائلا قال كالله لأفعلن لاستحق أن يبصق فى وجهه ، وأنه قيل الكاف اسم بمعنى مثل مبتدأ خبره فاتقوا الله ، ويرده اقترانه بالفاء ، وخلوه من رابط ، وتباعد ما بينهما ، وأنه قيل نعت مصدر محذوف ، أى يجادلونك فى الحق الذى هو إخراجك من بيتك جدالا مثل جدال إخراجك ، وما مصدرية . ويرده أن فيه تشبيه الشئ بنفسه ، وأنه قال الزجاج والطبرى نعت مصدر محذوف تقديره الأنفال ثابتة لله والرسول ، مع كراهتهم ثبوتا مثل إخراج ربك إياك من بيتك وهم كارهون ، وأنه قال الأخفش نعت لحقا ، ويسهله تقاربهما وتقييد الإخراج للحق ، وزعم بعض أن المعنى لا يتناسق على هذا ، وأنه قيل خبر لمحذوف وهو أقرب من الذى قبله ، أى هذه الحالة التى من تفنيد الغزاة كحال إخراجك للحرب فى الكراهية . اهـ بتصرف . وقال الفراء متعلق بمحذوف تقديره امض لأمر ربك فى الغنائم ، ونفل من شئت وإن كرهوا كما أخرجك ربك وهم كارهون ، أى ففى ذلك الخيرة فى الإخراج ، فهو متعلق بامض ، أو نفل ومعناه على ، وعلقه الكسائى ومجاهد بيجادلونك ، والجدال كراهة ، وقيل نعت لخبر لمحذوف ، أى هذا المذكور من أن لهم درجات ومغفرة ورزقا كريما بما وعد حق ، كما أخرجك ، وقيل المعنى وأصلحوا ذات بينكم ، ذلك خير لكم كما أخرجك ، وقال عكرمة أطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين ، كما أخرجك ربك ، أى الطاعة خير لكم كما كان الإخراج خيرا لكم ، وقيل متعلق بما تعلق به لهم ، وقيل الكاف اسم بمعنى إذا ، أى واذكر يا محمد وهو باطل ، وأولى الأقوال خامسها وساسها والبيت بيته بالمدينة ، أو هو المدينة نفسها لأنها مهاجرة ومسكنة ، وذلك قول الجمهور باحتماليه ، وقال بعضهم بيته بمكة أو مكة نفسه وهو قول يونس بن بكير ، وبالحق متعلق بأخرج أو بمحذوف نعت لمصدر محذوف ، أى إخراجا ملتبسا بالحق . { وإنَّ فَرِيقاً مِن المؤمنِينَ لكارِهُونَ } للقتال أو لخروجك إليه ، وذلك لقلة المؤمنين وسلاحهم ، وعدم تأهبهم وما كان فيهم إلا فارسان ، وقي ثلاثة ، وكثرة العدو وسلاحهم ، وهذا على أنه خرج من بيته بنية الجهاد ، والجملة حال من ربك ، أو من كاف أخرجك ، والذى عندى أن الجملة مستأنفة لا حال ، إلا إن جعلت مقدرة ، وأن كراهيتهم للقتال بعد الخروج لا قبله أو عنده كما تراه فى القصة إن شاء الله .