Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 68-68)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لَوْلا كِتابٌ مِنَ اللهِ سَبَق } نعت لكتاب ، والخبر محذوف ، أى موجود ، وقيل أغنى عنه الجواب ، وقيل يجوز ذكر الخبر بعد لولا إذا كان خاصا فيجوز كونه جملة سبق ، والمراد بكتاب الله حكمه أى لولا حكم الله السابق إثباته فى اللوح المحفوظ ، وهو أن لا يعاقب المخطئ فى اجتهاده ، وما قاله النبى ، والعباس ، وأبو بكر ، لم يوافق الحق عند الله ، وقد قالوه اجتهادا لا تشهيا ، أو هو أى لا يعذب أهل بدر كما قال الحسن ، وفى الحديث " لا يدخل النار من شهد بدرا أو من شهد الحديببية إلا تخلة القسم " وبذلك الذى قال الحسن . قال ابن جبير ، ومجاهد ، وابن زيد أو هو أن لا يعذب قوما بما لم يصرح لهم بالنهى عنه ، كما قال محمد بن على بن الحسن بن على بن أبى طالب . وزعم بعض أن المراد أن لا يعذب قوما فعلوا ذنبا بجهالة ، وقيل محو الصغائر على أن ذلك الفعل فى حقهم صغير فى تلك الوقعة ، وقال الحسن فى رواية ، وابن عباس ، وأبو هريرة هو ما قضاه الله من إحلال الغنائم والفداء لمحمد وأمته لضعفهم ، وكانت فى سالف الأمم محرمة ، وكانت تنزل عليها النار فتحرقها ، قال عكرمة ما أحلت الغنيمة قبلكم ، ولا حرمت الخمر على أحد قبلكم ، وقيل هو أنه سبق فى علمه أنه استحل لهم الفدية التى أخذوها ، وقيل المراد عفو الله عن هذا الذنب ، وقيل المراد بالكتاب القرآن ، سبق نزوله فآمنوا به ، وكان سببا للعفو عنهم ، وقال الطبرى المراد ذلك كله . { لمسَّكُم فيما أخذْتُم } ما مصدرية أى فى أخذكم الفداء أو اسم أى فى ما أخذتموه وهو الفداء ، وذلك أنهم أخذوه قبل أن يؤمروا به ، قال ابن إسحاق لم يبق أحد ممن حضر بدرا إلا وأحب الغنائم إلا عمر ابن الخطاب ، وسعد بن معاذ لم يحضر لهم أن قتلهم أعز للإسلام وأهيب لمن وراءهم . { عَذابٌ عَظيمٌ } هو عذاب الآخرة أو عذاب مهلك كالصيحة والخسف ، أو عذاب غير ذلك ، روى " أنهم لما أخذوا الفداء جاء عمر من الغد فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبا بكر قاعدين يبكيان ، فقال يا رسول الله أخبرنى من أى شئ تبكى أنت وصاحبك ، فإن وجدت بكاء بكيت ، وإن لم أجد تباكيت لبكائكما ؟ فقال صلى الله عليه وسلم " أبكى للذى عرض علىَّ أصحابك من أخذهم الفداء لقد عرض علىَّ عذابهم أدنى من هذه الشجرة ، لشجرة قريبة يريد العذاب المذكور فى الآية ، ولو نزل عذاب من السماء ما نجا منه إلا عمر وسعد بن معاذ "