Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 24-24)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قلْ } لهؤلاء الذين لم يهاجروا على ما مر عن ابن عباس ، ومجاهد وهذه الآية تؤيد قوليهما لظهورها فيهما ، ولا يقال هى غير ظاهرة فى قول مجاهد من حيث إن مانع العباس وصاحب المفتاح من الهجرة السقاية والعمارة ، لأنا نقول مانعهما حب القرابة والمال والمساكين ونحوها ، ولو تعلقا بالساقية والعمارة ، والآيتان نزلتا قبل فتح مكة عندهما ، كما وجدته نصا بعد ما ترجيته ترجيا فى الأولى ، وإذا قلنا بعد الفتح فذلك زجر عن القعود عن الجهاد ، وعن القعود عن السفر لتعلم الشريعة ، حبا للقرابة والموطن والمال . { إنْ كانَ آبَاؤكُم وأبْناؤكُم وإخْوانُكُم وأزْواجكُم وعَشِيرتُكم } أقرباؤكم ، وقيل الأدنون من أهلكم الذين تعاشرونهم ، هو قيل مأخوذة من العشرة ، فإنها جماعة إلى عقد العشرة ، وقيل من العشرة بمعنى المعاشرة ، وقرأ أبو بكر ، عن عاصم ، وأبو رجاء ، وأبو عبد الرحمن ، وعصمت وعشيراتكم جمعا بالألف والتاء ، وهو قليل قال الأخفش إنما تقول العرب عشائر ولا تكاد تقول عشيرات ، وقرأ الحسن وعشائركم ، ووجه الجمع أن المخاطبين ليسوا من عشيرة واحدة ، وإنما أفرد الجمهور إرادة للجنس ، والخطاب قرينة . { وأمْوالٌ اقْترفْتُموها } اكتسبتموها ، وأصل الاقتراف والمقارفة مقاربة الشىء { وتجارةٌ تخْشَون كَسادَها } عدم غلائها ، وقال ابن مبارك المراد البنات يخشون أن لا يجدوا لهن خاطبا . { ومَسَاكنَ } مواضع السكنى كالدور والبيوت والقصور { تَرْضَونها } لم تكرهوها { أحبَّ } خبر كان ، وأفرد مع أن ما تقدم غير مفرد لأنه اسم تفضيل منكر ، وهو شاذ قياسا ، فصح استعمالا من حيث إنه من المبنى للمفعول ، وكان الحجاج بن يوسف يقرأ أحب بالرفع ، وسئل يحيى بن يعمر هل تسمعنى ألحن ؟ قال نعم ، ترفع أحب فى هذه الآية فنفاه ، وقال عياض له وجه فى العربية ، وهو أن يجعل فى كان ضمير الشأن ، فيكون أحب خبر المبتدأ بعدها ولم يقرأ بذلك . { إليْكُم مِنَ اللهِ ورسُولهِ وجِهادٍ فى سَبيلِهِ } والمراد الحب الاختيارى ، وإلا فالإنسان مطبوع على حب من ألف ، وحب المال والوطن والراحة والسلامة { فَتربَّصُوا حتَّى يأتى اللهُ بأمرهِ } قال ابن عباس ، ومجاهد ، ومقاتل هو فتح مكة ، وقال الحسن عقوبة عاجلة ، أو آجلة ، وعنه القيامة ، والأول نص فى أن الآية قبل الفتح ، والآية موجبة أبدا أن يختار الإنسان أمر الله على أمر نفسه . { واللهُ لا يهْدِى القَوْم الفَاسِقينَ } لا يستعملهم فى أمر ينفعهم فى الآخرة ما دام تاركا لهم على فسقهم ، فما عملوه من طاعة غير نافع لهم ، أو لا يهدى من سبق فى علمه موته على الفسق ، والفسق هنا الشرك والنفاق ، وقيل الشرك وقد اختلفوا فيمن آمن ولم يهاجر ، فقيل مشرك ، وقيل منافق لا يرث من آمن وهاجر ، ولا يرثه هو ، قيل من تولى مشركا فهو مشرك ، ومن تولى منافقا فهو منافق ، والأول مشكل إلا إن أريد مشرك نزل النص أنه يموت مشركا ، أو تولى مشركا لشركه أو عنادا .