Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 71-71)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ والمؤمِنُون والمؤمِناتُ بعْضُهم } بدل اشتمال أو مبتدأ ثان { أولياءُ بعْضٍ } بالنصر والمعونة والموافقة ، وهذا مع ما بعده مقابل لقوله { المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض } الخ ، لكن قال فيهم { بعضهم من بعض } لأن كفرهم حصل باتباع الأكابر ، ومقتضى الطبيعة ، بخلاف المؤمنين فإيمانهم بتوفيق الله ، لا بمقتضى الطبيعة . { يأمُرونَ بالمعْروفِ } المستحبات والواجبات ، { وينْهوْنَ عنِ المنْكَر } المعاصى والكفر ، ذكر الطبرى عن أبى العالية أنه كلما ذكر الله فى القرآن من الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، فأمر بعبادة الله وتوحيده ، وكل ما اتبع ذلك ونهى عن عبادة الأصنام والشياطين . { ويُقيمُون الصَّلاة } المفروضة وهى المناسبة لقوله { ويؤتُونَ الزَّكاةَ } بطيب نفس ، ولو قيل المراد النوافل لصح إذ المدح بالنوافل أبلغ لأن مقيمها أحرى لإقامة الفرض { ويطِيعُونَ اللهَ ورَسُولَه } فى سائر الأمور . { أولئك سَيرْحمُهم اللهُ } أى سيثيبهم فى الدنيا بالغلبة الكاملة والنصر ، وفى الآخرة بالجنة ، فالسين لمجرد الاستقبال كذا قيل ، وقال جار الله السين مفيدة ، وجود الرحمة لا محالة ، فهى تؤكد الوعد كما تؤكد الوعد فى قوله سأنتقم منك يوما ، أى لا تفوتنى وإن تباطأ عنك ذلك ، قال ابن هشام زعم الزمخشرى أنها إذا دخلت على فعل محبوب أو مكروه أفادت أنه واقع لا محالة ، ولم آمر من فهم وجه ذلك ، ووجهه أنها تفيد الوعد بحصول الفعل بدخولها على ما يفيد الوعد أو الوعيد ، وتقتضى توكيده ، وتثبت معناه ، أومأ إلى ذلك فى البقرة وصرح به فى براءة . { إنَّ اللهَ عَزيزٌ } غير مغلوب عما أراد من ثواب وعقاب وغيرهما { حَكيمٌ } واضعا كلا موضعه .