Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 18-18)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ } يريد الأصنام . { وَيَقُولُونَ هَـٰؤُلاۤءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ ٱللَّهِ } وهذه غاية الجهالة منهم حيث ينتظرون الشفاعة في المآل ممن لا يوجد منه نفع ولا ضر في الحال . وقيل : « شُفَعَاؤُنَا » أي تشفع لنا عند الله في إصلاح معائشنا في الدنيا . { قُلْ أَتُنَبِّئُونَ ٱللَّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي ٱلأَرْضِ } قراءة العامة « تنبئون » بالتشديد . وقرأ أبو السَّمَّال العَدَوِيّ « أتنبِئون الله » مخففاً ، من أنبأ ينبىء . وقراءة العامة من نبّأ ينبىء تنبئة وهما بمعنًى واحد ، جمَعهما قوله تعالى : { مَنْ أَنبَأَكَ هَـٰذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْخَبِيرُ } [ التحريم : 3 ] أي أتخبرون الله أن له شريكاً في ملكه أو شفيعاً بغير إذنه ، والله لا يعلم لنفسه شريكاً في السموات ولا في الأرض لأنه لا شريك له فلذلك لا يعلمه . نظيره قوله : { أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي ٱلأَرْضِ } [ الرعد : 33 ] ثم نزّه نفسه وقدّسها عن الشرك فقال : { سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } أي هو أعظم من أن يكون له شريك . وقيل : المعنى أي يعبدون ما لا يسمع ولا يبصر ولا يمَيِّز « وَيَقُولُونَ هَؤُلاَءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ » فيكذبون وهل يتهيأ لكم أن تنبئوه بما لا يعلم ، سبحانه وتعالى عما يشركون ! . وقرأ حمزة والكسائي « تشركون » بالتاء ، وهو اختيار أبي عبيد . الباقون بالياء .