Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 24-24)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { إِنَّمَا مَثَلُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا كَمَآءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ } معنى الآية التشبيه والتمثيل ، أي صفة الحياة الدنيا في فنائها وزوالها وقلة خطرها والملاذ بها كماء أي مثل ماء ، فالكاف في موضع رفع . وسيأتي لهذا التشبيه مزيد بيان في « الكهف » إن شاء الله تعالى . « أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ » نعت لـ « ماء » . { فَٱخْتَلَطَ } روي عن نافع أنه وقف على « فَٱخْتَلَطَ » أي فاختلط الماء بالأرض ، ثم ابتدأ « بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ » أي بالماء نبات الأرض فأخرجت ألواناً من النبات ، فنبات على هذا ابتداء ، وعلى مذهب من لم يقف على « فَاخْتَلَطَ » مرفوع باختلط أي ٱختلط النبات بالمطر ، أي شرب منه فتندّى وحَسُن وٱخضرّ . والاختلاط تداخل الشيء بعضه في بعض . قوله تعالى : { مِمَّا يَأْكُلُ ٱلنَّاسُ } من الحبوب والثمار والبقول . { وَٱلأَنْعَامُ } من الكلإ والتبن والشعير . { حَتَّىٰ إِذَآ أَخَذَتِ ٱلأَرْضُ زُخْرُفَهَا } أي حسنها وزينتها . والزخرف كمال حسن الشيء ومنه قيل للذهب : زخرف . { وَٱزَّيَّنَتْ } أي بالحبوب والثمار والأزهار والأصل تزينت أدغمت التاء في الزاي وجيء بألف الوصل لأن الحرف المدغم مقام حرفين الأوّل منهما ساكن والساكن لا يمكن الابتداء به . وقرأ ٱبن مسعود وأُبيّ بن كعب « وتزينت » على الأصل . وقرأ الحسن والأعرج وأبو العالية « وأَزْيَنَت » أي أتت بالزينة عليها ، أي الغَلّة والزرع وجاء بالفعل على أصله ولو أعلّه لقال وٱزّانت . وقال عوف بن أبي جميلة الأعرابي : قرأ أشياخنا « وٱزْيانّت » وزنه ٱسوادّت . وفي رواية المُقَدّمي « وٱزّاينت » والأصل فيه تزاينت ، وزنه تقاعست ثم أدغم . وقرأ الشعبيّ وقتادة « وأزْينت » مثل أفعلت . وقرأ أبو عثمان النَّهدِيّ « وٱزْيَنَتْ » مثل ٱفعلت ، وعنه أيضاً « وٱزيانت » مثل ٱفعالت ، وروي عنه « ٱزيأنت » بالهمزة ثلاث قراءات . قوله تعالى : { وَظَنَّ أَهْلُهَآ } أي أيقن . { أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَآ } أي على حصادها والانتفاع بها أخبر عن الأرض والمعنِيّ النبات إذا كان مفهوماً وهو منها . وقيل : ردّ إلى الغلة ، وقيل : إلى الزينة . { أَتَاهَآ أَمْرُنَا } أي عذابنا ، أو أمرنا بهلاكها . { لَيْلاً أَوْ نَهَاراً } ظرفان . { فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً } مفعولان ، أي محصودة مقطوعة لا شيء فيها . وقال « حَصيداً » ولم يؤنّث لأنه فعيل بمعنى مفعول . قال أبو عبيد : الحصيد المستأصَل . { كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِٱلأَمْسِ } أي لم تكن عامرة من غَنِي إذا أقام فيهِ وعمرَه . والمغاني في اللغة : المنازل التي يعمرها الناس . وقال قتادة : كأن لم تنعم . قال لبِيد : @ وغَنِيتُ سَبْتاً قبل مَجْرَى داحسٍ لو كان للنفس اللَّجُوج خلودُ @@ وقراءة العامة « تَغْنَ » بالتاء لتأنيث الأرض . وقرأ قتادة « يغن » بالياء ، يذهب به إلى الزخرف يعني فكما يهلك هذا الزرع هكذا كذلك الدنيا . { نُفَصِّلُ ٱلآيَاتِ } أي نبيّنُها . { لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } في آيات الله .