Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 2-2)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَباً } استفهام معناه التقرير والتوبيخ . و « عَجَباً » خبر كان ، واسمها { أَنْ أَوْحَيْنَآ } وهو في موضع رفع أي كان إيحاؤنا عجباً للناس . وفي قراءة عبد الله « عجب » على أنه ٱسم كان . والخبر « أَنْ أَوْحَيْنَا » . { إِلَىٰ رَجُلٍ مِّنْهُمْ } قرىء « رَجْل » بإسكان الجيم . وسبب النزول فيما رُوي عن ابن عباس أن الكفار قالوا لما بُعث محمد : إن الله أعظمُ من أن يكون رسوله بشراً . وقالوا : ما وجد الله من يرسله إلا يتيمَ أبي طالب فنزلت : { أَكَانَ لِلنَّاسِ } يعني أهل مكة « عَجَباً » . وقيل : إنما تعجبوا من ذكر البعث . قوله تعالى : { أَنْ أَنذِرِ ٱلنَّاسَ وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ } في موضع نصب بإسقاط الخافض أي بأن أنذر الناس ، وكذا { أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ } . وقد تقدّم معنى النّذارة والبشارة وغير ذلك من ألفاظ الآية . واختلف في معنى « قَدَمَ صِدْقٍ » فقال ٱبن عباس : قدم صدق منزلَ صدق دليله قوله تعالى : { وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ } [ الإسراء : 80 ] . وعنه أيضاً : أجراً حسناً بما قدّموا من أعمالهم . وعنه أيضاً « قَدَمَ صِدْقٍ » سَبْقَ السعادة في الذكر الأوّل ، وقاله مجاهد . الزجاج : درجة عالية . قال ذو الرُّمّة : @ لكم قدَمٌ لا ينكر الناس أنها مع الحسب العالي طَمّت على البحر @@ قتادة : سلف صدق . الربيع : ثواب صدق . عطاء : مقام صدق . يَمَانٍ : إيمان صدق . وقيل : دعوة الملائكة . وقيل : وَلدٌ صالح قدّموه . الماورديّ : أن يوافق صدق الطاعة صدق الجزاء . وقال الحسن وقتادة أيضاً : هو محمد صلى الله عليه وسلم فإنه شفيع مطاع يتقدّمهم كما قال : " أنا فَرَطُكم على الحوض " وقد سئل صلى الله عليه وسلم فقال : " هي شفاعتي توسّلون بي إلى ربكم " وقال الترمذيّ الحكيم : قدّمه صلى الله عليه وسلم في المقام المحمود . وعن الحسن أيضاً : مصيبتهم في النبيّ صلى الله عليه وسلم . وقال عبد العزيز بن يحيى : « قَدَمَ صِدْقٍ » قوله تعالى : { إِنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا ٱلْحُسْنَىٰ أُوْلَـٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ } . وقال مقاتل : أعمالاً قدّموها واختاره الطبريّ . قال الوضّاح : @ صلِّ لذي العرش وٱتَّخذ قَدَماً تُنْجيك يوم العِثار والزّلل @@ وقيل : هو تقديم الله هذه الأُمة في الحشر من القبر وفي إدخال الجنة . كما قال : " نحن الآخرون السابقون يوم القيامة المقضيّ لهم قبل الخلائق " وحقيقته أنه كناية عن السعي في العمل الصالح فكنّى عنه بالقَدَم كما يُكنَى عن الإنعام باليد وعن الثناء باللسان . وأنشد حسان : @ لنا القَدم العليا إليك وخَلْفُنا لأوّلنا في طاعة الله تابع @@ يريد السابقة بإخلاص الطاعة ، والله أعلم . وقال أبو عبيدة والكسائي : كل سابق من خير أو شر فهو عند العرب قَدَم يقال : لفلان قَدَم في الإسلام ، له عندي قَدَم صدقٍ وقَدَم شر وقَدَم خير . وهو مؤنث وقد يذكر يقال : قَدَم حَسَن وقدم صالحة . وقال ابن الأعرابي : القدم التقدّم في الشرف قال العَجّاج : @ زلّ بنو العَوّام عن آل الحَكَمْ وتركوا المُلْك لملْك ذي قَدَم @@ وفي الصحاح عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لي خمسة أسماء . أنا محمد وأحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر وأنا الحاشر الذي يُحشر الناسُ على قدمي وأنا العاقب " يريد آخر الأنبياء كما قال تعالى : { وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيِّينَ } [ الأحزاب : 40 ] . قوله تعالى : { قَالَ ٱلْكَافِرُونَ إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ } قرأ ٱبن مُحَيْصِن وٱبن كثير والكوفيون عاصم وحمزة والكسائي وخلف والأعمش « لساحِر » نعتاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم . وقرأ الباقون « لِسَحْرٌ » نعتاً للقرآن وقد تقدّم معنى السحر في « البقرة » .