Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 37-37)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَمَا كَانَ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَىٰ مِن دُونِ ٱللَّهِ } « أنْ » مع « يفترى » مصدر ، والمعنى : وما كان هذا القرآن افتراء كما تقول : فلان يحب أن يركب ، أي يحب الركوب قاله الكسائي . وقال الفراء : المعنى وما ينبغي لهذا القرآن أن يفترى كقوله : { وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ } [ آل عمران : 161 ] { وَمَا كَانَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً } [ التوبة : 122 ] . وقيل : « أنْ » بمعنى اللام ، تقديره : وما كان هذا القرآن ليفترى . وقيل : بمعنى لا ، أي لا يفترى . وقيل : المعنى ما كان يتهيأ لأحد أن يأتي بمثل هذا القرآن من عند غير الله ثم ينسبُه إلى الله تعالى لإعجازه لوصفه ومعانيه وتأليفه . { وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ ٱلَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ } قال الكسائي والفراء ومحمد ابن سعدان : التقدير ولكن كان تصديق ويجوز عندهم الرفع بمعنى : ولكن هو تصديق . { ٱلَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ } أي من التوراة والإنجيل وغيرهما من الكتب ، فإنها قد بشّرت به فجاء مصدّقاً لها في تلك البشارة ، وفي الدعاء إلى التوحيد والإيمان بالقيامة . وقيل : المعنى ولكن تصديق النبيّ الذي بين يدي القرآن وهو محمد صلى الله عليه وسلم لأنهم شاهدوه قبل أن سمعوا منه القرآن . « وتفصيلُ » بالنصب والرفع على الوجهين المذكورين في تصديق . والتفصيل التبيين ، أي يبيّن ما في كتب الله المتقدمة . والكتاب ٱسم الجنس . وقيل : أراد بتفصيل الكتاب ما بُيِّن في القرآن من الأحكام . { لاَ رَيْبَ فِيهِ } الهاء عائدة للقرآن ، أي لا شك فيه أي في نزوله من قِبَل الله تعالى .