Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 100, Ayat: 9-11)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { أَفَلاَ يَعْلَمُ } أي ابن آدم { إِذَا بُعْثِرَ } أي أثير وقُلِب وبُحِث ، فأُخرج ما فيها . قال أبو عبيدة : بَعْثَرْتُ المتاع : جعلت أسفلهُ أعلاه . وعن محمد بن كعب قال : ذلك حين يُبْعَثون . الفرّاء : سمعت بعض أعراب بني أسد يقرأ : « بُحْثِر » بالحاء مكان العين وحكاه الماورديّ عن ابن مسعود ، وهما بمعنى . { وَحُصِّلَ مَا فِي ٱلصُّدُورِ } أي مُيز ما فيها من خير وشر كذا قال المفسرون . وقال ابن عباس : أُبرِز . وقرأ عبيد بن عمير وسعيد بن جُبير ويحيـى بن يعمُر ونصر بن عاصم « وحَصَل » بفتح الحاء وتخفيف الصاد وفتحها أي ظهر . { إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ } أي عالم لا يخفى عليه منهم خافية . وهو عالم بهم في ذلك اليوم وفي غيره ، ولكن المعنى أنه يجازيهم في ذلك اليوم . وقوله : { إِذَا بُعْثِرَ } العامل في « إذا » : « بُعْثِر » ، ولا يعمل فيه { يَعْلَمُ } إذ لا يراد به العلم من الإنسان ذلك الوقت ، إنما يراد في الدنيا . ولا يعمل فيه « خَبِيرٌ » لأن ما بعد « إنّ » لا يعمل فيما قبلها . والعامل في { يَوْمَئِذٍ } : « خَبِيرٌ » ، وإن فصلت اللام بينهما لأن موضع اللام الابتداء . وإنما دخلت في الخبر لدخول « إِنّ » على المبتدأ . ويروى أن الحجاج قرأ هذه السورة على المنبر يحضهم على الغزو ، فجرى على لسانه : « أَنَّ ربهم » بفتح الألف ، ثم استدركها فقال : « خَبير » بغير لام . ولولا اللام لكانت مفتوحة ، لوقوع العلم عليها . وقرأ أبو السَّمَّال « أَنَّ رَبَّهمْ بِهِمْ يَوْمئِذٍ خَبِيرٌ » . والله سبحانه وتعالى أعلم .