Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 104, Ayat: 2-2)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي أعدّه زعم لنوائب الدهر مثل كَرُمَ وأكرم . وقيل : أحصى عدده قاله السديّ . وقال الضحاك : أي أعدّ ماله لمن يرثه من أولاده . وقيل : أي فاخر بعدده وكثرته . والمقصود الذم على إمساك المال عن سبيل الطاعة . كما قال : { مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ } [ القلم : 12 ] ، وقال : { وَجَمَعَ فَأَوْعَىٰ } [ المعارج : 18 ] . وقراءة الجماعة « جَمَع » مخفف الميم . وشدّدها ابن عامر وحمزة والكسائيّ على التكثير . واختاره أبو عُبيد لقوله : « وَعَدَّدَه » . وقرأ الحسن ونصر بن عاصم وأبو العالية « جَمَع » مخففاً ، « وعَدَدَه » مخففاً أيضاً فأظهروا التضعيف ، لأن أصله عَدَّه وهو بعيد لأنه وقع في المصحف بدالين . وقد جاء مثله في الشعر لما أبرزوا التضعيف خففوه . قال : @ مَهْلاً أُمامةُ قد جَرَّبْتِ منْ خُلُقِي إنِّي أَجُودُ لأِقْوامٍ وإِنْ ضنِنُوا @@ أراد : ضَنُّوا وبخِلوا ، فأظهر التضعيف لكن الشعر موضع ضرورة . قال المهدوِيّ : من خفف « وعدّده » فهو معطوف على المال أي وجمع عدده فلا يكون فعلاً على إظهار التضعيف لأن ذلك لا يستعمل إلا في الشعر .