Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 104, Ayat: 8-9)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي مُطْبَقة قاله الحسن والضحاك . وقد تقدّم في سورة « البَلَد » القول فيه . وقيل : مُغلقة بلغة قريش . يقولون : آصَدْتُ الباب : إذا أغلقته قاله مجاهد . ومنه قول عُبيد الله بن قيس الرقيات : @ إنَّ في القَصْرِ لَوْ دَخَلْنَا غَزَالاً مُصْفَقاً مُوصَداً عليهِ الحِجابُ @@ { فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةِ } الفاء بمعنى الباء أي موصدة بعمد ممدّدة ، قاله ابن مسعود وهي في قراءته « بِعَمَدٍ مُمَدَّدةٍ » وفي حديث أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم : " ثُمَّ إنَّ الله يبْعَثُ إلَيهِمْ ملائكة بأطباق من نار ، ومسامير من نار وعَمَد من نار ، فتطبق عليهم بتلك الأطباق ، وتشدّ عليهم بتلك المسامير ، وتمدّ بتلك العَمد ، فلا يَبْقى فيها خَللْ يدخل فيه رَوْح ، ولا يخرج منه غمّ ، وينساهم الرحمن على عرشه ، ويتشاغل أهل الجنة بنعيمهم ، ولا يستغيثون بعدها أبداً ، وينقطع الكلام ، فيكون كلامهم زَفِيراً وشهيقاً فذلك قوله تعالى : { إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ * فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةِ } " وقال قتادة : « عَمَد » يعذبون بها . واختاره الطبريّ . وقال ابن عباس : إن العَمَد الممدّدة أغلال في أعناقهم . وقيل : قيود في أرجلهم قاله أبو صالح . وقال القشيريّ : والمعظم على أن العمد أوتاد الأطباق التي تطبق على أهل النار . وتشدّ تلك الأطباق بالأوتاد ، حتى يرجع عليهم غمها وحرها ، فلا يدخل عليهم رَوْحٌ . وقيل : أبواب النار مطبقة عليهم وهم في عَمَد أي في سلاسل وأغلالٍ مطوّلة ، وهي أحكم وأرسخ من القصيرة . وقيل : هم في عمد ممدّدة أي في عذابها وآلامها يُضْربون بها . وقيل : المعنى في دهر ممدود أي لا انقطاع له . وقرأ حمزة والكسائيّ وأبو بكر عن عاصم « فِي عُمُدٍ » بضم العين والميم : جمع عمود . وكذلك « عَمَد » أيضاً . قال الفراء : والعَمَد والعُمُد : جمعان صحيحان لعمود مثل أدِيم وأَدَم وأُدُم ، وأَفِيق وأَفقٍ وأُفُقٍ . أبو عُبيدة : عَمَد : جمع عِماد مثل إهاب . واختار أبو عُبيد « عَمَد » بفتحتين . وكذلك أبو حاتم اعتباراً بقوله تعالى : { رَفَعَ ٱلسَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا } [ الرعد : 2 ] وأجمعوا على فتحها . قال الجوهريّ : العمود : عمود البيت ، وجمع القلة : أعمدة ، وجمع الكثرة عُمُد ، وعَمَد وقرىء بهما قوله تعالى : { فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةِ } . وقال أبو عبيدة : العمود ، كل مستطيل من خشب أو حديد ، وهو أصل للبناء مثل العِماد . عَمَدْت الشيء فانعمد أي أقمته بِعِماد يعتمِد عليه . وأعمدته جعلت تحته عَمَداً . والله أعلم .