Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 9-11)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَلَئِنْ أَذَقْنَا ٱلإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً } الإنسان ٱسم شائع للجنس في جميع الكفار . ويقال : إن الإنسان هنا الوليد بن المغيرة وفيه نزلت . وقيل : في عبد الله بن أبي أميّة المخزوميّ . « رَحْمَةً » أي نعمة . { ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ } أي سلبناه إياها . { إِنَّهُ لَيَئُوسٌ } أي يائس من الرحمة . { كَفُورٌ } للنعم جاحد لها قاله ٱبن الأعرابي . النحاس : { لَيَؤُوسٌ } من يَئِس ، يَيْأَس ، وحكى سيبويه يَئس يَيْأَس على فَعِل يفعِل ، ونظيره حَسِب يَحْسِب ونَعِم يَنْعِم ، ويَأَس ييئس وبعضهم يقول : يَئس يَيئِسُ ولا يعرف في الكلام العربي إلا هذه الأربعة الأحرف من السالم جاءت على فَعِل يفعِل وفي واحد منها ٱختلاف . وهو يَئِسٌ و « يَؤُوسٌ » على التكثير كفخور للمبالغة . قوله تعالى : { وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَآءَ } أي صحة ورخاء وسعة في الرزق . { بَعْدَ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُ } أي بعد ضُرٍّ وفقر وشدّة . { لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ ٱلسَّيِّئَاتُ عَنِّيۤ } أي الخطايا التي تسوء صاحبها من الضُّرّ والفقر . { إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ } أي يفرح ويفخر بما ناله من السَّعَة وينسى شكر الله عليه يقال : رجل فاخر إذا ٱفتخر وفخور للمبالغة قال يعقوب القارىء : وقرأ بعض أهل المدينة « لَفَرُحٌ » بضم الراء كما يقال : رجل فَطُنٌ وحَذُرٌ ونَدُسٌ . ويجوز في كلتا اللغتين الإِسكان لثقل الضمة والكسرة . قوله تعالى : { إِلاَّ ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ } يعني المؤمنين ، مدحهم بالصبر على الشدائد . وهو في موضع نصب . قال الأخفش : هو ٱستثناء ليس من الأوّل أي لكن الذين صبروا وعملوا الصالحات في حالتي النعمة والمحنة . وقال الفرّاء : هو ٱستثناء من { وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ } أي من الإنسان ، فإن الإنسان بمعنى الناس ، والناس يشمل الكافر والمؤمن فهو ٱستثناء متصل وهو حسن . { أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ } ابتداء وخبر . { وَأَجْرٌ } معطوف . { كَبِيرٌ } صفة .