Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 8-8)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ ٱلْعَذَابَ إِلَىٰ أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ } اللام في { لَئِنْ } للقسم ، والجواب { لَيَقُولُنَّ } . ومعنى { إلَى أُمَّةٍ } إلى أَجل معدود وحين معلوم فالأمّة هنا المدّة قاله ٱبن عباس ومجاهد وقَتَادة وجمهور المفسّرين . وأصل الأمّة الجماعة فعبّر عن الحين والسنين بالأمّة لأن الأمّة تكون فيها . وقيل : هو على حذف المضاف والمعنى إلى مجيء أمّة ليس فيها من يؤمن فيستحقون الهلاك . أو إلى ٱنقراض أمّة فيها من يؤمن فلا يبقى بعد ٱنقراضها من يؤمن . والأمّة ٱسم مشترك يقال على ثمانية أوجه : فالأمّة تكون الجماعة كقوله تعالى : { وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ ٱلنَّاسِ } [ القصص : 23 ] . والأمّة أيضاً أتباع الأنبياء عليهم السلام . والأمّة الرجل الجامع للخير الذي يُقتدى به كقوله تعالى : { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً } [ النحل : 120 ] . والأمّة الدِّين والمِلّة كقوله تعالى : { إِنَّا وَجَدْنَآ آبَآءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ } [ الزخرف : 23 ] . والأمة الحين والزمان كقوله تعالى : { وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ ٱلْعَذَابَ إِلَىٰ أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ } وكذلك قوله تعالى : { وَٱدَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ } [ يوسف : 45 ] والأمّة القامة ، وهو طول الإنسان وارتفاعه يقال من ذلك : فلان حسن الأُمَّة أي القامة . والأمّة الرجل المنفرد بدينه وحده لا يُشْرِكُه فيه أحد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " يُبَعث زيدُ بن عمرو بن نُفَيْل أمّة وحده " . والأمة الأم يقال : هذه أمّة زيد ، يعني أمّ زيد . { لَّيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ } يعني العذاب وقالوا هذا إما تكذيباً للعذاب لتأخره عنهم ، أو استعجالاً وٱستهزاء أي ما الذي يحبسه عنا . { أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ } قيل : هو قتل المشركين ببدر وقتل جبريل المستهزئين على ما يأتي . { وَحَاقَ بِهِم } أي نزل وأحاط . { مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ } أي جزاء ما كانوا به يستهزئون ، والمضاف محذوف .