Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 39-40)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { يٰصَاحِبَيِ ٱلسِّجْنِ } أي يا ساكني السجن وذكر الصحبة لطول مقامهما فيه ، كقولك : أصحاب الجنة ، وأصحاب النار . { أَأَرْبَابٌ مُّتَّفَرِّقُونَ } أي في الصغر والكبر والتوسط ، أو متفرقون في العدد . { خَيْرٌ أَمِ ٱللَّهُ ٱلْوَاحِدُ ٱلْقَهَّارُ } وقيل : الخطاب لهما ولأهل السّجن ، وكان بين أيديهم أصنام يعبدونها من دون الله تعالى ، فقال ذلك إلزاماً للحجة أي آلهة شَتَّى لا تضر ولا تنفع . « خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ » الذي قهر كل شيء . نظيره : { آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ } وقيل : أشار بالتفرق إلى أنه لو تعدّد الإله لتفرقوا في الإرادة ولعلا بعضهم على بعض ، وبيّن أنها إذا تفرّقت لم تكن آلهة . قوله تعالى : { مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَآءً } بيّن عجز الأصنام وضعفها فقال : { مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ } أي من دون الله إلا ذوات أسماء لا معاني لها . { سَمَّيْتُمُوهَآ } من تلقاء أنفسكم . وقيل : عنى بالأسماء المسميات أي ما تعبدون إلا أصناماً ليس لها من الإلهية شيء إلا الاسم لأنها جمادات . وقال : « مَا تَعْبُدونَ » وقد ابتدأ بخطاب الاثنين لأنه قصد جميع من هو على مثل حالهما من الشّرك . { إِلاَّ أَسْمَآءً سَمَّيْتُمُوهَآ أَنتُمْ وَآبَآؤُكُمْ } فحذف المفعول الثاني للدلالة والمعنى : سميتموها آلهةً من عند أنفسكم . { مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ } ذلك في كتاب . قال سعيد بن جُبير : { مِن سُلْطَانٍ } أي من حجة . { إِنِ ٱلْحُكْمُ إِلاَّ للَّهِ } الذي هو خالق الكل . { أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ إِيَّاهُ } . { ذٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ } . أي القويم { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } .