Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 6-6)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَكَذٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ } الكاف في موضع نصب لأنها نعت لمصدر محذوف ، وكذلك الكاف في قوله : { كَمَآ أَتَمَّهَآ عَلَىٰ أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ } و « ما » كافّة . وقيل : « وَكَذَلِكَ » أي كما أكرمك بالرؤيا فكذلك يجتبيك ، ويحسن إليك بتحقيق الرؤيا . قال مقاتل : بالسجود لك . الحسن : بالنبوّة . والاجتباء اختيار معالي الأمور للمجْتَبَى ، وأصله من جَبَيْتُ الشيء أي حصّلته ، ومنه جبيت الماء في الحوض قاله النحاس . وهذا ثناءٌ من الله تعالى على يوسف عليه السلام ، وتعديد فيما عدده عليه من النعم التي أتاه الله تعالى من التمكين في الأرض ، وتعليم تأويل الأحاديث وأجمعوا أن ذلك في تأويل الرؤيا . قال عبد الله بن شدّاد بن الهاد : كان تفسير رؤيا يوسف صلى الله عليه وسلم بعد أربعين سنة وذلك منتهى الرؤيا . وعَنَى بالأحاديث ما يراه الناس في المنام ، وهي معجزةٌ له فإنه لم يلحقه فيها خطأ . وكان يوسف عليه السلام أعلم الناس بتأويلها ، وكان نبينا صلى الله عليه وسلم نحو ذلك ، وكان الصدّيق رضي الله عنه من أعبر الناس لها ، وحَصَل لابن سيرين فيها التقدُّم العظيم ، والطبع والإحسان ، ونحوه أو قريب منه كان سعيد بن المسيّب فيما ذكروا . وقد قيل في تأويل قوله : { وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ ٱلأَحَادِيثِ } أي أحاديث الأمم والكتب ودلائل التوحيد ، فهو إشارة إلى النبوّة ، وهو المقصود بقوله : { وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ } أي بالنبوّة . وقيل : بإخراج إخوتك إليك وقيل : بإنجائك من كل مكروه . { كَمَآ أَتَمَّهَآ عَلَىٰ أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ } بالخلة ، وإنجائه من النار . { وَإِسْحَاقَ } بالنبوّة . وقيل : من الذبح قاله عِكرمة . وأعلمه الله تعالى بقوله : { وَعَلَىٰ آلِ يَعْقُوبَ } أنه سيعطي بني يعقوب كلهم النبوّة قاله جماعة من المفسرين . { إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ } بِما يعطيك . { حَكِيمٌ } في فعله بك .