Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 10-10)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { سَوَآءٌ مِّنْكُمْ مَّنْ أَسَرَّ ٱلْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ } إسرار القول : ما حَدَّث به المرءُ نفسه ، والجهر ما حدَّث به غيره والمراد بذلك أن الله سبحانه يعلم ما أسرّه الإنسان من خير وشر ، كما يعلم ما جهر به من خير وشر . و « مِنْكُمْ » يحتمل أن يكون وصفاً لـ « سواء » التقدير : سِرُّ مَن أَسَرَّ وَجَهْرُ مَن جَهَر سواء منكم ويجوز أن يتعلق « بسواء » على معنى : يستوي منكم ، كقولك : مررت بزيد . ويجوز أن يكون على تقدير : سِر من أَسَرّ منكم وجَهْر من جَهَر منكم . ويجوز أن يكون التقدير : ذو سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ، كما تقول : عدل زيد وعمرو أي ذوا عدلٍ . وقيل : « سواء » أي مستوٍ ، فلا يحتاج إلى تقدير حذف مضاف . { وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِٱلْلَّيْلِ وَسَارِبٌ بِٱلنَّهَارِ } أي يستوي في علم الله السرّ والجهر ، والظاهر في الطرقات ، والمستخفي في الظلمات . وقال الأخفش وقُطْرُب : المستخفي بالليل الظاهر ومنه خَفَيتُ الشيء وأَخْفَيته أي أظهرتُه وأخفيت الشيء أي ٱستخرجته ومنه قيل لِلنَّبَّاشِ : المختفي . وقال ٱمرؤ القيس : @ خَفَاهُنَّ مِن أَنْفَاقِهِنّ كَأَنَّمَا خَفَاهُنَّ وَدْقٌ مِن عَشِيٍّ مُجَلّبِ @@ والسّارب المتواري ، أي الداخل سَرَباً ومنه قولهم : ٱنسَرَب الوحشيُّ إذا دخل في كِنّاسه . وقال ابن عباس : « مُسْتَخْفٍ » مستتر ، « وَسَارِبٌ » ظاهر . مجاهد : « مُسْتَخْفٍ » بالمعاصي ، « وَسَارِبٌ » ظاهر . وقيل : معنى « سَارِبٌ » ذاهب قال الكسائي : سَرَبَ يَسْرُبُ سَرَباً وسُرُوباً إذا ذهب وقال الشاعر : @ وكُلُّ أناسٍ قَارَبُوا قَيْدَ فَحْلِهمْ ونَحْنُ خَلَعْنَا قَيْدَهُ فهو مسَارِبٌ @@ أي ذاهب . وقال أبو رجاء : السّارب الذاهب على وجهه في الأرض قال الشاعر : @ أَنَّى سَرَبْتِ وكنتِ غيَر سَرُوبِ @@ وقال القُتَبيّ : « سَارِبٌ بِالنَّهَارِ » أي منصرف في حوائجه بسرعة من قولهم ٱنْسَرَب الماء . وقال الأصمعيّ : خَلِّ سِرْبَه أي طريقه .