Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 16-16)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { قُلْ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول للمشركين : « قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ » ثم أمره أن يقول لهم : هو الله إلزاماً للحجة إن لم يقولوا ذلك ، وجهلوا مَن هو . { قُلْ أَفَٱتَّخَذْتُمْ مِّن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ } هذا يدلّ على ٱعترافهم بأن الله هو الخالق وإلا لم يكن للاحتجاج بقوله : { قُلْ أَفَٱتَّخَذْتُمْ مِّن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ } معنى دليله قوله : { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ } [ لقمان : 25 ] أي فإذا ٱعترفتم فَلِمَ تعبدون غيره ؟ ٰ وذلك الغير لا ينفع ولا يضرّ وهو إلزام صحيح . ثم ضرب لهم مثلاً فقال : { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي ٱلأَعْمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ } فكذلك لا يستوي المؤمن الذي يبصر الحق ، والمشرك الذي لا يبصر الحق . وقيل : الأعمى مَثَلٌ لما عبدوه من دون الله ، والبصير مَثَلُ الله تعالى : { أَمْ هَلْ تَسْتَوِي ٱلظُّلُمَاتُ وَٱلنُّورُ } أي الشرك والإيمان . وقرأ ٱبن محيصِن وأبو بكر والأعمش وحمزة والكسائي « يستوِي » بالياء لتقدم الفعل ولأن تأنيث « الظلمات » ليس بحقيقي . الباقون بالتاء واختاره أبو عبيد ، قال : لأنه لم يحل بين المؤنث والفعل حائل . و « الظلمات والنور » مثل الإيمان والكفر ونحن لا نقف على كيفية ذلك . { أَمْ جَعَلُواْ للَّهِ شُرَكَآءَ خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ ٱلْخَلْقُ عَلَيْهِمْ } هذا من تمام الاحتجاج أي خَلَق غير الله مثل خلقه فتشابه الخلق عليهم ، فلا يدرون خلق الله من خلق آلهتهم . { قُلِ ٱللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ } أي قل لهم يا محمد : « اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ » ، فلزم لذلك أن يعبده كل شيء . والآية ردّ على المشركين والقَدَرية الذين زعموا أنهم خلقوا كما خلق الله . { وَهُوَ ٱلْوَاحِدُ } قبل كل شيء . { ٱلْقَهَّارُ } الغالب لكل شيء ، الذي يغلب في مراده كل مريد . قال القُشَيريّ أبو نصر : ولا يبعد أن تكون الآية واردة فيمن لا يعترف بالصانع أي سَلْهُم عن خالق السموات والأرض ، فإنه يسهل تقرير الحجة فيه عليهم ، ويقرب الأمر من الضرورة فإن عَجْز الجماد وعَجْز كل مخلوق عن خلق السموات والأرض معلوم وإذا تقرّر هذا وبَانَ أن الصانع هو الله فكيف يجوز إعتداد الشريك له ؟ ٰ وبيّن في أثناء الكلام أنه لو كان للعالم صانعان لاشتبه الخلق ، ولم يتميز فعل هذا عن فعل ذلك ، فبم يعلم أن الفعل من اثنين ؟ ٰ