Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 29-29)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ طُوبَىٰ لَهُمْ } ٱبتداء وخبره . وقيل : معناه لهم طُوبَى ، فـ « ـطُوبَى » رفع بالابتداء ، ويجوز أن يكون موضعه نصباً على تقدير : جعل لهم طُوبى ، ويعطف عليه « وَحُسْنُ مَآبٍ » على الوجهين المذكورين ، فترفع أو تنصب . وذكر عبد الرزاق : أخبرنا مَعْمَر عن يحيـى بن أبي كَثير عن عمرو بن أبي يزيد البِكَالِي عن عُتْبة بن عَبْد السُّلَمي قال : " جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الجنة وذكر الحوض فقال : فيها فاكهة ؟ قال : « نعم شجرة تدعى طوبى » قال : يا رسول اللهٰ أي شجرة أرضنا تشبه ؟ قال : « لا تشبه شيئاً من شجر أرضك أأتيت الشام هناك شجرة تدعى الجوزة تنبت على ساق ويفترش أعلاها » . قال : يا رسول الله ! فما عِظم أصلهاٰ قال : لو ٱرْتَحَلْتَ جَذَعة من إبل أهلك ما أَحَطْتَ بأصلها حتى تنكسر تَرْقُوتها هَرَماً " وذكر الحديث ، وقد كَتَبْنَاه بكماله في أبواب الجنة من كتاب « التذكرة » ، والحمد لله . وذكر ٱبن المبارك قال : أخبرنا مَعْمَر عن الأشعث عن عبد الله عن شَهْر بن حَوْشَب عن أبي هريرة قال : في الجنة شجرة يقال لها طوبى يقول الله تعالى لها : تفتّقي لعبدي عما شاء فَتَفَتَّق له عن فرس بسرجه ولجامه وهيئته كما شاء ، وتَفَتّق عن الراحلة برِحلها وزمامها وهيئتها كما شاء ، وعن النّجائب والثّياب . وذكر ٱبن وهب من حديث شهر بن حوشب عن أبي أُمامة الباهليّ قال : « طُوبَى » شجرة في الجنة ليس منها دار إلا وفيها غصن منها ، ولا طير حسن إلا هو فيها ، ولا ثمرة إلا هي منها وقد قيل : إن أصلها في قصر النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة ، ثم تنقسم فروعها على منازل أهل الجنة ، كما ٱنتشر منه العلم والإيمان على جميع أهل الدنيا . وقال ٱبن عباس : « طُوبَى لَهُمْ » فرح لهم وقرة عين وعنه أيضاً أن « طوبى » ٱسم الجنة بالحبشية وقاله سعيد بن جُبَير . الربيع بن أنس : هو البستان بلغة الهند قال القُشَيري : إن صح هذا فهو وفاق بين اللغتين . وقال قَتَادة : « طُوبَى لَهُمْ » حسنى لهم . عِكْرمة : نعمى لهم . إبراهيم النَّخَعيّ : خير لهم وعنه أيضاً كرامة من الله لهم . الضّحاك : غبطة لهم . النحاس : وهذه الأقوال متقاربة لأن طُوبَى فُعْلَى من الطّيب أي العيش الطّيب لهم وهذه الأشياء ترجع إلى الشيء الطّيب . وقال الزّجاج : طُوبَى فُعْلَى من الطِّيب ، وهي الحالة المستطابة لهم والأصل طُيْبَى ، فصارت الياء واواً لسكونها وضم ما قبلها ، كما قالوا : موسِر وموقِن . قلت : والصحيح أنها شجرة للحديث المرفوع الذي ذكرناه ، وهو صحيح على ما ذكره السُّهَيْلِي ذكره أبو عمر في التمهيد ، ومنه نقلناه وذكره أيضاً الثعلبي في تفسيره وذكر أيضاً المهدوي والقُشَيري عن معاوية بن قُرَّة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " طوبى شجرة في الجنة غرسها الله بيده ونفخ فيها من روحه تُنبت الحليّ والحُلَل وإن أغصانها لَتُرى من وراء سور الجنة " ومن أراد زيادة على هذه الأخبار فليطالع الثعلبيّ . وقال ٱبن عباس : « طُوبَى » شجرة في الجنة أصلها في دار عليّ ، وفي دار كل مؤمن منها غُصْن . وقال أبو جعفر محمد بن علي : " سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى : « طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ » قال : « شجرة أصلها في داري وفروعها في الجنة » ثم سئل عنها مرة أخرى فقال : « شجرة أصلها في دار عليّ وفروعها في الجنة » . فقيل له : يا رسول اللهٰ سئلت عنها فقلت : « أصلها في داري وفروعها في الجنة » ثم سئلت عنها فقلت : « أصلها في دار علي وفروعها في الجنة » فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « إن داري ودار عليّ غداً في الجنة واحدة في مكان واحد » وعنه صلى الله عليه وسلم : « هي شجرة أصلها في داري وما من دار من دوركم إلا مُدَلّى فيها غُصن منها » " { وَحُسْنُ مَآبٍ } آب إذا رجع . وقيل : تقدير الكلام الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ وعملوا الصالحات طوبى لهم .