Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 5-5)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَآ } أي بحجتنا وبراهيننا أي بالمعجزات الدالة على صدقه . قال مجاهد : هي التسع الآيات . { أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ } نظيره قوله تعالى لنبينا عليه السلام أول السورة : { لِتُخْرِجَ ٱلنَّاسَ مِنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ } . وقيل : « أَنْ » هنا بمعنى أي ، كقوله تعالى : { وَٱنطَلَقَ ٱلْمَلأُ مِنْهُمْ أَنِ ٱمْشُواْ } [ صۤ : 6 ] أي ٱمشوا . قوله تعالى : { وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ ٱللَّهِ } أي قل لهم قولاً يتذكرون به أيام الله تعالى . قال ٱبن عباس ومجاهد وقتادة : بنعم الله عليهم وقاله أبيّ بن كعب ورواه مرفوعاً أي بما أنعم الله عليهم من النجاة من فرعون ومن التيه إلى سائر النعم ، وقد تسمى النعم الأيام ومنه قول عمرو بن كلثوم : @ وأيـامٍ لنـا غُـرٍّ طِـوالٍ @@ وعن ٱبن عباس أيضاً ومقاتل : بوقائع الله في الأمم السالفة يقال : فلان عالم بأيام العرب ، أي بوقائعها . قال ٱبن زيد : يعني الأيام التي انتقم فيها من الأمم الخالية وكذلك روى ٱبن وهب عن مالك قال : بلاؤه . وقال الطبريّ : وعظهم بما سلف في الأيام الماضية لهم أي بما كان في أيام الله من النعمة والمحنة وقد كانوا عبيداً مستذلين واكتفى بذكر الأيام عنه لأنها كانت معلومة عندهم . وروى سعيد بن جُبَير عن ابن عباس عن أبيّ بن كعب قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " بينا موسى عليه السلام في قومه يذكرهم بأيام الله وأيامُ الله بَلاؤه ونِعماؤه " وذكر حديث الخضر ودلّ هذا على جواز الوعظ المرقّق للقلوب ، المقوِّي لليقين ، الخالي من كل بدعة ، والمنزه عن كل ضلالة وشبهة . { إِنَّ فِي ذٰلِكَ } أي في التذكير بأيام الله { لآيَاتٍ } أي دلالات . { لِّكُلِّ صَبَّارٍ } أي كثير الصبر على طاعة الله ، وعن معاصيه . { شَكُورٍ } لنعم الله . وقال قتادة : هو العبد إذا أُعطِي شَكر ، وإذا ٱبتُلِيَ صَبر . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " الإيمان نصفان نصف صبر ونصف شكر " ثم تلا هذه الآية { إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } . ونحوه عن الشعبيّ موقوفاً . وتَوارَى الحسن البصريّ عن الحجّاج سبعَ سنين ، فلما بلغه موته قال : اللهم قد أمتّه فأمِت سُنَّته ، وسجد شكراً ، وقرأ : « إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ » . وإنما خص بالآيات كل صبار شكور لأنه يعتبر بها ولا يغفل عنها كما قال : { إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا } وإن كان منذِراً للجميع .