Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 6-7)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ ٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُمْ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَآءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ وَفِي ذٰلِكُمْ بَلاۤءٌ مِّن رَّبَّكُمْ عَظِيمٌ } تقدم في « البقرة » مستوفى والحمد لله . قوله تعالى : { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ } قيل : هو من قول موسى لقومه . وقيل : هو من قول الله أي وٱذكر يا محمد إذ قال ربك كذا . و « تَأَذَّنَ » وأذّن بمعنى أَعْلَم مثل أَوْعَد وتَوَعَّد روي معنى ذلك عن الحسن وغيره . ومنه الأذان ، لأنه إعلام قال الشاعر : @ فَلَمْ نَشْعُرْ بضوءِ الصّبحِ حتّى سمِعنا في مجَالِسِنا الأَذِينَا @@ وكان ابن مسعود يقرأ « وَإِذْ قَالَ رَبُّكُمْ » والمعنى واحد . { لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ } أي لئن شكرتم إنعامي لأزيدنكم من فضلي . الحسن : لئن شكرتم نعمتي لأزيدنكم من طاعتي . ٱبن عباس : لئن وَحَّدْتُم وأطعتم لأزيدنّكم من الثواب ، والمعنى متقارب في هذه الأقوال والآية نصٌّ في أن الشكر سبب المزيد وقد تقدم في « البقرة » ما للعلماء في معنى الشكر . وسئل بعض الصلحاء عن الشكر لله فقال : ألاّ تتقَوّى بنعمه على معاصيه . وحكي عن داود عليه السلام أنه قال : أي رب كيف أشكرك ، وشكري لك نعمة مجدّدة منك عليّ . قال : يا داود الآن شكرتني . قلت : فحقيقة الشكر على هذا الاعترافُ بالنعمة للمنعم ، وألاّ يصرفها في غير طاعته وأنشد الهادي وهو يأكل : @ أَنَالَكَ رِزقَه لتقومَ فيهِ بطاعتهِ وتشكرَ بعض حقِّه فلم تشْكُر لِنعمتِهِ ولكِنْ قَوِيتَ على معاصِيهِ برزقه @@ فغُصَّ باللقمة ، وخنقته العَبْرة . وقال جعفر الصادق : إذا سمعت النعمة نعمة الشكر فتأهب للمزيد . { وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ } أي جحدتم حقِّي . وقيل : نِعَمِي وَعَد بالعذاب على الكفر ، كما وَعَد بالزيادة على الشكر ، وحذفت الفاء التي في جواب الشرط من « إن » للشهرة .