Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 111-111)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا } أي إن الله غفور رحيم في ذلك . أو ذَكِّرهم « يوم تأتِي كلُّ نفسٍ تجادِل عن نفسِها » أي تخاصم وتحاجّ عن نفسها جاء في الخبر أن كل أحد يقول يوم القيامة : نفسي نفسي ! من شدة هول يوم القيامة سوى محمد صلى الله عليه وسلم فإنه يسأل في أمته . وفي حديث عمر أنه قال لكعب الأحبار : يا كعب ، خوّفنا هيّجنا حدّثنا نبّهنا . فقال له كعب : يا أمير المؤمنين ، والذي نفسي بيده لو وافيت يوم القيامة بمثل عمل سبعين نبياً لأَتَت عليك تاراتٌ لا يهُمّك إلا نفسك ، وإن لجهنم زفرة لا يبقى مَلَك مقرّب ولا نبيّ منتخب إلا وقع جاثياً على ركبتيه ، حتى إن إبراهيم الخليل لَيُدْلِي بالخُلّة فيقول : يا رب ، أنا خليلك إبراهيم ، لا أسألك اليوم إلا نفسي ! قال : يا كعب ، أين تجد ذلك في كتاب الله ؟ قال : قوله تعالى : { يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } . وقال ابن عباس في هذه الآية : ما تزال الخصومة بالناس يوم القيامة حتى تخاصم الروح الجسد فتقول الروح : ربِّ ، الروح منك أنت خلقته ، لم تكن لي يد أبْطِشُ بها ، ولا رجل أمشي بها ، ولا عين أبصِر بها ، ولا أذن أسمع بها ولا عقل أعقل به ، حتى جئت فدخلت في هذا الجسد ، فضعف عليه أنواع العذاب ونجني فيقول الجسد : ربّ ، أنت خلقتني بيدك فكنتُ كالخشبة ، ليس لي يد أبطش بها ، ولا قدم أسعى به ، ولا بصر أبصِر به ، ولا سمع أسمع به ، فجاء هذا كشعاع النور ، فبه نطق لساني ، وبه أبصرت عيني ، وبه مشت رجلي ، وبه سمعت أذني ، فضعِّف عليه أنواع العذاب ونجني منه . قال : فيضرب الله لهما مثلاً أعمى ومُقْعداً دخلا بستاناً فيه ثمار ، فالأعمى لا يبصِر الثمرة والمُقْعد لا ينالها ، فنادى المقعدُ الأعمى ايتني فٱحملني آكل وأطعِمك ، فدنا منه فحمله ، فأصابوا من الثمرة فعلى من يكون العذاب ؟ قالا : عليهما قال : عليكما جميعاً العذاب ذكره الثعلبي .