Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 20-21)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } قراءة العامة « تدعون » بالتاء لأن ما قبله خطاب . روى أبو بكر عن عاصم وهُبيرة عن حفص « يدعون » بالياء ، وهي قراءة يعقوب . فأما قوله : { مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ } فكلهم بالتاء على الخطاب إلا ما روى هُبيرة عن حفص عن عاصم أنه قرأ بالياء . { لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً } أي لا يقدرون على خلق شيء { وَهُمْ يُخْلَقُونَ } . { أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَآءٍ } أي هم أموات ، يعني الأصنام ، لا أرواح فيها ولا تسمع ولا تبصر ، أي هي جمادات فكيف تعبدونها وأنتم أفضل منها بالحياة . { وَمَا يَشْعُرُونَ } يعني الأصنام . { أَيَّانَ يُبْعَثُونَ } وقرأ السُّلَمِيّ « إيّان » بكسر الهمزة ، وهما لغتان ، موضعه نصب بـ « ـيبعثون » وهي في معنى الاستفهام . والمعنى : لا يدرون متى يبعثون . وعبر عنها كما عبر عن الآدميين لأنهم زعموا أنها تعقل عنهم وتعلم وتشفع لهم عند الله تعالى ، فجرى خطابهم على ذلك . وقد قيل : إن الله يبعث الأصنام يوم القيامة ولها أرواح فتتبرأ من عبادتهم ، وهي في الدنيا جماد لا تعلم متى تبعث . قال ابن عباس تبعث الأصنام وتركب فيها الأرواح ومعها شياطينها فيتبرؤون من عبدتها ، ثم يؤمر بالشياطين والمشركين إلى النار . وقيل : إن الأصنام تطرح في النار مع عبدتها يوم القيامة دليله { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ } [ الأنبياء : 98 ] . وقيل : تَمّ الكلام عند قوله : « لا يَخلقون شيئاً وهم يُخلقون » ثم ابتدأ فوصف المشركين بأنهم أموات ، وهذا الموت موت كفر . « وما يشعرون أيان يبعثون » أي وما يدري الكفار متى يبعثون ، أي وقت البعث لأنهم لا يؤمنون بالبعث حتى يستعدّوا للقاء الله . وقيل : أي وما يدريهم متى الساعة ، ولعلها تكون قريباً .