Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 22-23)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { إِلٰهُكُمْ إِلٰهٌ وَاحِدٌ } لما بيّن استحالة الإشراك بالله تعالى بيّن أن المعبود واحد لا ربّ غيره ولا معبود سواه . { فَٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ } أي لا تقبل الوعظ ولا ينجع فيها الذكر ، وهذا ردّ على القدرية . { وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ } أي متكبرون متعظمون عن قبول الحق . وقد تقدم في « البقرة » معنى الاستكبار . { لاَ جَرَمَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ } أي من القول والعمل فيجازيهم . قال الخليل : « لا جرم » كلمة تحقيق ولا تكون إلا جواباً يقال : فعلوا ذلك فيقال : لا جرم سيندمون . أي حقاً أن لهم النار . وقد مضى القول في هذا في « هود » مستوفىً . { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُسْتَكْبِرِينَ } أي لا يثيبهم ولا يثني عليهم . وعن الحسين بن عليّ أنه مرّ بمساكين قد قدّموا كِسَراً بينهم وهم يأكلون فقالوا : الغذاءَ يا أبا عبد الله ، فنزل وجلس معهم وقال « إنه لا يحِب المستكبِرِين » فلما فرغ قال : قد أجبتَكم فأجيبوني فقاموا معه إلى منزله فأطعمهم وسقاهم وأعطاهم وانصرفوا . قال العلماء . وكل ذنب يمكن التستر منه وإخفاؤه إلا الكبر فإنه فسق يلزمه الإعلان ، وهو أصل العصيان كله . وفي الحديث الصحيح : " إن المتكبرين يحشرون أمثال الذَّرّ يوم القيامة يطؤهم الناس بأقدامهم لتكبرهم " أو كما قال صلى الله عليه وسلم : " تَصْغُر لهم أجسامُهم في المحشر حتى يضرهم صِغَرُها وتَعْظُم لهم في النار حتى يضرهم عِظَمُها » . "