Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 2-2)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ المفضّل عن عاصم « تَنَزَّل الملائكةُ » والأصل تتنزل ، فالفعل مسند إلى الملائكة . وقرأ الكسائي عن أبي بكر عن عاصم باختلاف عنه والأعمش « تُنَزَّل الملائكة » غير مسمى الفاعل . وقرأ الجُعْفيّ عن أبي بكر عن عاصم « نُنَزِّلُ الملائكةَ » بالنون مسمى الفاعل ، الباقون « يُنَزِّل » بالياء مسمى الفاعل ، والضمير فيه لاسم الله عز وجل . وروي عن قتادة « نُنْزِل الملائكةَ » بالنون والتخفيف . وقرأ الأعمش « تَنْزِل » بفتح التاء وكسر الزاي ، من النزول . « الملائكةُ » رفعاً مثل { تَنَزَّلُ ٱلْمَلاَئِكَةُ } [ القدر : 4 ] . { بِٱلْرُّوحِ } أي بالوحي وهو النبوّة قاله ابن عباس . نظيره { يُلْقِي ٱلرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ } [ غافر : 15 ] . الربيع بن أنس : بكلام الله وهو القرآن . وقيل : هو بيان الحق الذي يجب ٱتباعه . وقيل : أرواح الخلق قاله مجاهد ، لا ينزل ملك إلا ومعه روح . وكذا روي عن ابن عباس أن الروح خلق من خلق الله عز وجل كصور ابن آدم ، لا ينزل من السماء مَلَك إلا ومعه واحد منهم . وقيل بالرحمة قاله الحسن وقتادة . وقيل بالهداية لأنها تحيا بها القلوب كما تحيا بالأرواح الأبدان ، وهو معنى قول الزجاج . قال الزجاج : الروح ما كان فيه من أمر الله حياةٌ بالإرشاد إلى أمره . وقال أبو عبيدة : الروح هنا جبريل . والباء في قوله : « بالروح » بمعنى مع ، كقولك : خرج بثيابه ، أي مع ثيابه . { مِنْ أَمْرِهِ } أي بأمره . { عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ } أي على الذين اختارهم الله للنبوّة . وهذا ردّ لقولهم : { لَوْلاَ نُزِّلَ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ ٱلْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ } [ الزخرف : 31 ] . { أَنْ أَنْذِرُوۤاْ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنَاْ فَٱتَّقُونِ } تحذير من عبادة الأوثان ، ولذلك جاء الإنذار لأن أصله التحذير مما يخاف منه . ودلّ على ذلك قوله : « فٱتقون » . و « أنْ » في موضع نصب بنزع الخافض ، أي بأن أنذروا أهل الكفر بأنه لا إلٰه إلا الله ، فـ « أن » في محل نصب بسقوط الخافض أو بوقوع الإنذار عليه .