Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 49-50)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ } أي من كل ما يدِب على الأرض . { وَٱلْمَلاۤئِكَةُ } يعني الملائكة الذين في الأرض ، وإنما أفردهم بالذكر لاختصاصهم بشرف المنزلة ، فميّزهم من صفة الدبيب بالذكر وإن دخلوا فيها كقوله : { فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ } [ الرحمن : 68 ] . وقيل : لخروجهم من جملة ما يدِبّ لما جعل الله لهم من الأجنحة ، فلم يدخلوا في الجملة فلذلك ذكروا . وقيل : أراد « ولله يسجد ما في السموات » من الملائكة والشمس والقمر والنجوم والرياح والسحاب ، « وما في الأرض من دابة » وتسجد ملائكة الأرض . { وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ } عن عبادة ربهم . وهذا ردّ على قريش حيث زعموا أن الملائكة بنات الله . ومعنى { يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِّن فَوْقِهِمْ } أي عقاب ربهم وعذابه ، لأن العذاب المهلك إنما ينزل من السماء . وقيل : المعنى يخافون قدرة ربهم التي هي فوق قدرتهم ففي الكلام حذف . وقيل : معنى « يخافون ربهم من فوقهم » يعني الملائكة ، يخافون ربهم وهي من فوق ما في الأرض من دابة ومع ذلك يخافون فلأن يخاف مَن دونهم أولى دليل هذا القول قوله تعالى : { وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } يعني الملائكة .