Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 4-4)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { خَلَقَ ٱلإِنْسَانَ مِن نُّطْفَةٍ } لما ذكر الدليل على توحيده ذكر بعده الإنسان ومناكدته وتعدّي طوره . « والإنسان » اسم للجنس . وروي أن المراد به أُبَيّ بن خلف الجُمَحيّ ، جاء إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم بعظم رَميم فقال : أترى يحيـي الله هذا بعد ما قد رَمّ . وفي هذا أيضاً نزل { أَوَلَمْ يَرَ ٱلإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مٌّبِينٌ } [ يۤس : 77 ] أي خلق الإنسان من ماء يخرج من بين الصلب والترائب ، فنقله أطواراً إلى أن ولد ونشأ بحيث يخاصِم في الأمور . فمعنى الكلام التعجيب من الإنسان { وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ } [ يۤس : 78 ] وقوله : { فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ } أي مخاصِم ، كالنسيب بمعنى المناسب . أي يخاصم اللَّهَ عز وجل في قدرته . و { مُّبِينٌ } أي ظاهر الخصومة . وقيل : يبيّن عن نفسه الخصومة بالباطل . والمبين : هو المفصح عما في ضميره بمنطقه .