Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 99-100)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَىٰ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } أي بالإغواء والكُفْر ، أي ليس لك قدرة على أن تحملهم على ذنب لا يُغفر قاله سفيان . وقال مجاهد : لا حجة له على ما يدعوهم إليه من المعاصي . وقيل : إنه ليس له عليهم سلطان بحال لأن الله تعالى صرف سلطانه عليهم حين قال عدوّ الله إبليس لعنه الله { وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ } { إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ ٱلْمُخْلَصِينَ } قال الله تعالى : { إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْغَاوِينَ } [ الحجر : 42 ] . قلت : قد بينا أن هذا عامٌّ يدخله التخصيص ، وقد أغوى آدمَ وحوّاءَ عليهما السلام بسلطانه ، وقد شَوّش على الفضلاء أوقاتهم بقوله : من خلق ربّك ؟ حسبما تقدّم في آخر الأعراف بيانه . { إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَىٰ ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ } أي يطيعونه . يقال : تولّيته أي أطعته ، وتوليت عنه ، أي أعرضت عنه . { وَٱلَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ } أي بالله قاله مجاهد والضحاك . وقيل : يرجع « به » إلى الشيطان قاله الربيع بن أنس والقُتَبيّ . والمعنى : والذين هم من أجله مشركون . يقال : كفرت بهذه الكلمة ، أي من أجلها . وصار فلان بك عالماً ، أي من أجلك . أي والذي تولّى الشيطانَ مشركون بالله .