Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 26-27)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
فيه ثلاث مسائل : الأولى قوله تعالى : { وَآتِ ذَا ٱلْقُرْبَىٰ حَقَّهُ } أي كما راعيت حق الوالدَيْن فصِل الرحم ، ثم تصدّق على المسكين وابن السبيل . وقال عليّ بن الحسين في قوله تعالى « وآتِ ذا القُرْبَى حَقّه » : هم قرابة النبيّ صلى الله عليه وسلم ، أمر صلى الله عليه وسلم بإعطائهم حقوقَهم من بيت المال ، أي من سهم ذَوِي القربى من الغَزْوِ والغنيمة ، ويكون خطاباً للولاة أو من قام مقامهم . وألحق في هذه الآية ما يتعين من صلة الرحم ، وسَدّ الخَلّة ، والمواساة عند الحاجة بالمال ، والمعونة بكل وجه . الثانية قوله تعالى : { وَلاَ تُبَذِّرْ } أي لا تُسرف في الإنفاق في غير حق . قال الشافعيّ رضي الله عنه : والتبذير إنفاق المال في غير حقه ، ولا تبذير في عمل الخير . وهذا قول الجمهور . وقال أشهب عن مالك : التبذير هو أخذ المال من حقه ووضعُه في غير حقه ، وهو الإِسراف ، وهو حرام لقوله تعالى : { إِنَّ ٱلْمُبَذِّرِينَ كَانُوۤاْ إِخْوَانَ ٱلشَّيَاطِينِ } وقوله « إخوان » يعني أنهم في حكمهم إذ المبذِّر ساعٍ في إفساد كالشياطين ، أو أنهم يفعلون ما تسوّل لهم أنفسهم ، أو أنهم يُقرَنون بهم غدا في النار ثلاثة أقوال . والإخوان هنا جمع أخٍ من غير النسب ومنه قوله تعالى : { إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ } [ لحجرات : 10 ] . وقوله تعالى : { وَكَانَ ٱلشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً } أي ٱحذروا متابعته والتشبه به في الفساد . والشيطان اسم الجنس . وقرأ الضحاك « إخوان الشيطان » على الانفراد ، وكذلك ثبت في مصحف أنس بن مالك رضي الله عنه . الثالثة من أنفق ماله في الشهوات زائداً على قدر الحاجات وعَرّضه بذلك للنفاد فهو مبذّر . ومن أنفق رِبْح ماله في شهواته وحَفِظ الأصل أو الرقبة فليس بمبذّر . ومن أنفق درهماً في حرام فهو مبذّر ، ويُحجر عليه في نفقته الدرهم في الحرام ، ولا يحجر عليه إن بذله في الشهوات إلا إذا خيف عليه النفاد .