Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 30-31)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
فيه مسألتان : الأولى : قد مضى الكلام في هذه الآية في الأنعام ، والحمد لله . والإملاق : الفقر وعدم الملك . أملق الرجل أي لم يبق له إلا الملَقات وهي الحجارة العظام المُلْس . قال الهُذَلِي يصف صائداً : @ أتِيحَ لها أقَيْدِرُ ذو حَشِيف إذا سامَتْ على الملَقَات سامَا @@ الواحدة مَلَقة . والأقَيْدر تصغير الأقدر ، وهو الرجل القصير . والحَشِيف من الثياب : الخَلَق . وسامت مرّت . وقال شَمِر : أملق لازمٌ ومتعدٍّ ، أملق إذا افتقر ، وأملق الدهر ما بيده . قال أوْس : @ وأَمْلـق ما عندي خطـوب تَنَبَّـلُ @@ الثانية : قوله تعالى : { خِطْئاً } « خطأ » قراءة الجمهور بكسر الخاء وسكون الطاء وبالهمزة والقصر . وقرأ ابن عامر « خَطَأً » بفتح الخاء والطاء والهمزة مقصورة ، وهي قراءة أبي جعفر يزيد . وهاتان قراءتان مأخوذتان من « خطىء » إذا أتى الذنب على عمد . قال ابن عرفة : يقال خَطِىء في ذنبه خَطَأ إذا أثِم فيه ، وأخطأ إذا سلك سبيلَ خطأ عامداً أو غير عامد . قال : ويقال خَطِىء في معنى أخطأ . وقال الأزهري : يقال خَطِىء يخطأ خِطْئاً إذا تعمّد الخطأ مثلُ أثِم يَأثم إثماً . وأخطأ إذا لم يتعمّد ، إخطاء وخطأ . قال الشاعر : @ دَعِيني إنما خطَئي وصَوْبِي عليّ وإنّ ما أهلكتُ مالُ @@ والخطأ الاسم يقوم مقام الإخطاء ، وهو ضدّ الصواب . وفيه لغتان : القصر وهو الجيد ، والمدّ هو قليل . وروي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما « خَطْأً » بفتح الخاء وسكون الطاء وهمزة . وقرأ ابن كَثير بكسر الخاء وفتح الطاء ومدّ الهمزة . قال النحاس : ولا أعرف لهذه القراءة وجهاً ، ولذلك جعلها أبو حاتم غلطاً . قال أبو عليّ : هي مصدر من خاطأ يخاطىء ، وإن كنا لا نجد خاطأ ، ولكن وجدنا تخاطأ ، وهو مطاوع خاطأ ، فدلنا عليه ومنه قول الشاعر : @ تَخَاطَأت النَّبْلُ أحشاءَه وأَخَّر يومِي فلم أَعْجَلِ @@ وقول الآخر في وصف مَهاة : @ تخاطأه القَنّاص حتى وجدتُه وخرطومُه في مَنْقع الماء راسبُ @@ الجوهري : تخاطأه أي أخطأه وقال أوْفَى بن مطر المازني : @ ألاَ أبلغا خُلّتي جابراً بأنّ خليلك لم يُقتَل تخاطأت النّبل أحشاءه وأخَّرَ يومي فلم يَعْجَل @@ وقرأ الحسن « خَطَاء » بفتح الخاء والطاء والمد في الهمزة . قال أبو حاتم : لا يعرف هذا في اللغة وهي غلط غير جائز . وقال أبو الفتح : الخطأ من أخطأت بمنزلة العطاء من أعطيت ، هو اسم بمعنى المصدر ، وعن الحسن أيضاً « خَطًى » بفتح الخاء والطاء مُنوّنة من غير همزة .