Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 80-80)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قيل : المعنى أمتني إماتة صدق ، وابعثني يوم القيامة مبعث صدق ليتصل بقوله { عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُودًا } . كأنه لما وعده ذلك أمره أن يدعو ليُنْجِز له الوعد . وقيل : أدخلني في المأمور وأخرجني من المنهِيّ . وقيل : علّمه ما يدعو به في صلاته وغيرها من إخراجه من بين المشركين وإدخاله موضع الأمن فأخرجه من مكة وصيره إلى المدينة . وهذا المعنى رواه الترمذي عن ابن عباس قال : كان النبيّ صلى الله عليه وسلم بمكة ثم أمر بالهجرة فنزلت « وقل رب أدخلني مُدْخَلَ صِدْقٍ وأخرجني مُخْرَج صِدقٍ واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً » قال : هذا حديث حسن صحيح . وقال الضحاك : هو خروجه من مكة ودخوله مكة يوم الفتح آمناً . أبو سهل : حين رجع من تبُوك وقد قال المنافقون : { لَيُخْرِجَنَّ ٱلأَعَزُّ مِنْهَا ٱلأَذَلَّ } [ المنافقون : 8 ] يعني إدخال عز وإخراج نصر إلى مكة . وقيل : المعنى أدخلني في الأمر الذي أكرمتني به من النبوّة مدخل صدق وأخرجني منه مخرج صدق إذا أمَتَّنِي قال معناه مجاهد . والمدخل والمخرج بضم الميم بمعنى الإدخال والإخراج كقوله : { أَنزِلْنِي مُنزَلاً مُّبَارَكاً } [ المؤمنون : 29 ] أي إنزالاً لا أرى فيه ما أكره . وهي قراءة العامة . وقرأ الحسن وأبو العالية ونصر بن عاصم « مَدخل » و « مخرج » بفتح الميمين بمعنى الدخول والخروج فالأوّل رباعي وهذا ثلاثي . وقال ابن عباس : أدخلني القبر مدخل صدق عند الموت وأخرجني مخرج صدق عند البعث . وقيل : أدخلني حيثما أدخلتني بالصدق وأخرجني بالصدق أي لا تجعلني ممن يدخل بوجه ويخرج بوجه فإن ذا الوجهين لا يكون وجيهاً عندك . وقيل : الآية عامة في كل ما يُتناول من الأمور ويحاول من الأسفار والأعمال ، ويُنتظر من تصرف المقادير في الموت والحياة . فهي دعاء ، ومعناه : رب أصلح لي وِرْدي وصدري في كل الأمور . وقوله : { وَٱجْعَل لِّي مِن لَّدُنْكَ سُلْطَاناً نَّصِيراً } قال الشعبيّ وعكرمة : أي حجة ثابتة . وذهب الحسن إلى أنه العز والنصر وإظهار دينه على الدين كله . قال : فوعده الله لَيَنْزِعنّ مُلك فارس والروم وغيرها فيجعله له .