Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 13-13)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نبَأَهُم بِٱلْحَقِّ } لما اقتضى قوله تعالى : { لِنَعْلَمَ أَيُّ الحِزْبَيْنِ أَحْصَىٰ } اختلافاً وقع في أمد الفتية ، عقّب بالخبر عن أنه عز وجل يعلم من أمرهم بالحق الذي وقع . وقوله تعالى : { إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ } أي شباب وأحداث حكم لهم بالفتوّة حين آمنوا بلا واسطة كذلك قال أهل اللسان : رأس الفتوّة الإيمان . وقال الجنيد : الفتوّة بذل النَّدى وكفُّ الأذى وترك الشكوى . وقيل : الفتوّة اجتناب المحارم واستعجال المكارم . وقيل غير هذا . وهذا القول حسن جداً لأنه يعمّ بالمعنى جميع ما قيل في الفتوّة . قوله تعالى : { وَزِدْنَاهُمْ هُدًى } أي يسّرناهم للعمل الصالح من الانقطاع إلى الله تعالى ، ومباعدة الناس ، والزهد في الدنيا . وهذه زيادة على الإيمان . وقال السُّدِّي : زادهم هُدًى بكلب الراعي حين طردوه ورجموه مخافة أن ينبح عليهم وينبّه بهم فرفع الكلب يديه إلى السماء كالداعي فأنطقه الله ، فقال : يا قوم ! لِمَ تطردونني ، لم ترجمونني ! لم تضربونني ! فوالله لقد عرفت الله قبل أن تعرفوه بأربعين سنة فزادهم الله بذلك هُدًى .