Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 121-123)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ } قال قتادة : هم أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم والكتاب على هذا التأويل القرآن . وقال ٱبن زيد : هم من أسلم من بني إسرائيل . والكتاب على هذا التأويل : التوراة والآية تَعُمّ . و « الذين » رفع بالابتداء ، « آتيناهم » صلته ، { يَتْلُونَهُ } خبر الابتداء ، وإن شئت كان الخبر { أُوْلَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ } . وٱختلف في معنى { يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ } فقيل : يتَّبعونه حق ٱتباعه ، بٱتباع الأمر والنهي فيحلّلون حلاله ، ويحرّمون حرامه ، ويعملون بما تضمَّنه قاله عكرمة . قال عكرمة : أما سمعت قول الله تعالى : { وَٱلْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا } [ الشمس : 2 ] أي أتبعها وهو معنى قول ٱبن عباس وٱبن مسعود رضي الله عنهما . وقال الشاعر : @ قد جَعَلَتْ دَلْوِي تَسْتَتْلِينِي @@ وروى نصر بن عيسى عن مالك عن نافع عن ٱبن عمر " عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : { يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ } قال : « يتَّبعونه حق ٱتباعه » " في إسناده غير واحد من المجهولين فيما ذكر الخطيب أبو بكر أحمد ، إلا أن معناه صحيح . وقال أبو موسى الأشعري : من يتَّبع القرآن يهبط به على رياض الجنة . وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه : هم الذين إذا مَرُّوا بآية رحمة سألوها من الله ، وإذا مَرُّوا بآية عذاب ٱستعاذوا منها . وقد روي هذا المعنى عن النبيّ صلى الله عليه وسلم : كان إذا مرّ بآية رحمة سأل ، وإذا مرّ بآية عذاب تَعَوّذ . وقال الحسن : هم الذين يعملون بمُحْكَمه ، ويؤمنون بمتشابهه ، ويَكِلُون ما أشكل عليهم إلى عالمه . وقيل : يقرأونه حق قراءته . قلت : وهذا فيه بُعْدٌ ، إلا أن يكون المعنى يرتّلون ألفاظه ، ويفهمون معانيه فإنّ بفهم المعاني يكون الاتباع لمن وُفق .