Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 147-147)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ } يعني ٱستقبال الكعبة ، لا ما أخبرك به اليهود من قِبلتهم . وروي عن عليّ رضي الله عنه أنه قرأ « الحقّ » منصوباً بـ « ـيعلمون » أي يعلمون الحق . ويصح نصبه على تقدير ٱلزم الحق . والرفع على الابتداء أو على إضمار مبتدأ ، والتقدير هو الحق ، أو على إضمار فعل ، أي جاءك الحق . قال النحاس : فأمّا الذي في « الأنبياء » { ٱلْحَقَّ فَهُمْ مُّعْرِضُونَ } [ الأنبياء : 24 ] فلا نعلم أحداً قرأه إلا منصوباً والفرق بينهما أن الذي في سورة « البقرة » مبتدأ آية ، والذي في الأنبياء ليس كذلك . قوله تعالى : { فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ } أي من الشاكين . والخطاب للنبيّ صلى الله عليه وسلم والمراد أُمّته . يقال : ٱمْتَرَى فلان في كذا إذا ٱعترضه اليقين مَرَةً والشكُّ أخرى فدافع إحداهما بالأخرى ومنه المِراء لأنّ كل واحد منهما يشكّ في قول صاحبه . والامتراء في الشيء الشك فيه ، وكذا التماري . وأنشد الطبريّ شاهداً على أن الممترين الشاكون قول الأعشى : @ تَدِرّ على أَسْؤُق الممتريـ ـن رَكْضاً إذا ما السّرابُ ٱرْجَحَنْ @@ قال ٱبن عطية : وَوَهِمَ في هذا لأن أبا عبيدة وغيره قال : الممترون في البيت هم الذين يَمْرُون الخيل بأرجلهم هَمْزاً لتَجْرِي كأنهم يحتلبون الجَرْيَ منها ، وليس في البيت معنى الشك كما قال الطبري . قلت : معنى الشك فيه موجود لأنه يحتمل أن يختبر الفرسَ صاحبُه هل هو على ما عهد منه من الجري أمْ لاَ لئلا يكون أصابه شيء ، أو يكون هذا عند أوّل شرائه فيُجريه ليعلم مقدار جَرْيه . قال الجوهري : وَمَرَيْتُ الفرس إذا ٱستخرجت ما عنده من الجري بسوط أو غيره . والاسم المِرْيَةُ بالكسر وقد تضم . ومَرَيْت الناقة مَرْياً : إذا مسحْت ضَرعها لِتَدر . وأَمْرتْ هي إذا دَرّ لَبَنُها والاسم المرية بالكسر ، والضم غلط . والمِرْيَةُ : الشك ، وقد تضم ، وقرىء بهما .