Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 19-21)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَلَهُ مَن فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } أي ملكاً وخلقاً فكيف يجوز أن يشرك به ما هو عبده وخلقه . { وَمَنْ عِنْدَهُ } يعني الملائكة الذين ذكرتم أنهم بنات الله . { لاَ يَسْتَكْبِرُونَ } أي لا يأنفون { عَنْ عِبَادَتِهِ } والتذلل له . { وَلاَ يَسْتَحْسِرُونَ } أي يعيون قاله قتادة . مأخوذ من الحسير وهو البعير المنقطع بالإعياء والتعب ، يقال : حسر البعير يحسِر حُسوراً أعيا وكَلّ ، واستحسر وتحسر مثله ، وحسرته أنا حسراً يتعدى ولا يتعدى ، وأحسرته أيضاً فهو حسير . وقال ابن زيد : لا يملون . ابن عباس : لا يستنكفون . وقال أبو زيد : لا يكلّون . وقيل : لا يفشلون ذكره ابن الأعرابي والمعنى واحد . { يُسَبِّحُونَ ٱلْلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ } أي يصلون ويذكرون الله وينزهونه دائما . { لاَ يَفْتُرُونَ } أي لا يضعفون ولا يسأمون ، يلهمون التسبيح والتقديس كما يلهمون النَّفَس . قال عبد الله بن الحرث سألت كعباً فقلت : أما لهم شغل عن التسبيح ؟ أما يشغلهم عنه شيء ؟ فقال : من هذا ؟ فقلت : من بني عبد المطلب فضمني إليه وقال : يا ابن أخي هل يشغلك شيء عن النفس ؟ ! إن التسبيح لهم بمنزلة النَّفَس . وقد استدل بهذه الآية من قال : إن الملائكة أفضل من بني آدم . وقد تقدّم والحمد لله . قوله تعالى : { أَمِ ٱتَّخَذُوۤاْ آلِهَةً مِّنَ ٱلأَرْضِ هُمْ يُنشِرُونَ } قال المفضل : مقصود هذا الاستفهام الجحد ، أي لم يتخذوا آلهة تقدر على الإحياء . وقيل : « أم » بمعنى « هل » أي هل اتخذ هؤلاء المشركون آلهة من الأرض يحيون الموتى . ولا تكون « أم » هنا بمعنى بل لأن ذلك يوجب لهم إنشاء الموتى إلا أن تقدر « أم » مع الاستفهام فتكون « أم » المنقطعة فيصح المعنى قاله المبرد . وقيل : « أم » عطف على المعنى أي أفخلقنا السماء والأرض لعباً ، أم هذا الذي أضافوه إلينا من عندنا فيكون لهم موضع شبهة ؟ أو هل ما اتخذوه من الآلهة في الأرض يحيي الموتى فيكون موضع شبهة ؟ . وقيل : { لَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } [ الأنبياء : 10 ] ثم عطف عليه بالمعاتبة ، وعلى هذين التأويلين تكون « أم » متصلة . وقرأ الجمهور « يُنْشِرُونَ » بضم الياء وكسر الشين من أنشر الله الميت فنُشِر أي أحياه فحيـي . وقرأ الحسن بفتح الياء أي يحيون ولا يموتون .