Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 42-44)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم } أي يحرسكم ويحفظكم . والكلاَءة الحراسة والحفظ كلاه الله كِلاَء بالكسر أي حفظه وحرسه . يقال : اذهب في كِلاءة الله واكتلأت منهم أي احترست ، قال الشاعر هو ابن هَرْمة : @ إنّ سليمى واللَّهُ يَكلأُهَا ضنَّت بشيء ما كان يَرْزَأُها @@ وقال آخر : @ أَنَخْتُ بَعيرِي وَاكْتَلأْتُ بعَيْنِهِ @@ وحكى الكسائي والفراء « قُلْ مَنْ يَكْلَوْكُمْ » بفتح اللام وإسكان الواو . وحكيا « مَنْ يَكْلاَكُمْ » على تخفيف الهمزة في الوجهين ، والمعروف تحقيق الهمزة وهي قراءة العامة . فأما « يَكْلاَكُمْ » فخطأ من وجهين فيما ذكره النحاس : أحدهما : أن بدل الهمزة إنما يكون في الشعر . والثاني : أنهما يقولان في الماضي كَلَيْتُه ، فينقلب المعنى لأن كَلَيته أوجعت كليته ، ومن قال لرجل : كَلاَك الله فقد دعا عليه بأن يصيبه الله بالوجع في كُلْيته . ثم قيل : مخرج اللفظ مخرج الاستفهام والمراد به النفي . وتقديره : قل لا حافظ لكم { بِٱلْلَّيْلِ } إذا نمتم { و } بـ { بِالنَّهَارِ } إذا قمتم وتصرفتم في أموركم . { مِنَ ٱلرَّحْمَـٰنِ } أي من عذابه وبأسه كقوله تعالى : { فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ ٱللَّهِ } [ هود : 63 ] أي من عذاب الله . والخطاب لمن اعترف منهم بالصانع أي إذا أقررتم بأنه الخالق ، فهو القادر على إحلال العذاب الذي تستعجلونه . { بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِمْ } أي عن القرآن . وقيل : عن مواعظ ربهم . وقيل : عن معرفته . { مُّعْرِضُونَ } لاهون غافلون . قوله تعالى : { أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ } المعنى : ألهم والميم صلة . { تَمْنَعُهُمْ مِّن دُونِنَا } أي من عذابنا . { لاَ يَسْتَطِيعُونَ } يعني الذين زعم هؤلاء الكفار أنهم ينصرونهم لا يستطيعون { نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ } فكيف ينصرون عابديهم . { وَلاَ هُمْ مِّنَّا يُصْحَبُونَ } قال ابن عباس : يُمنَعون . وعنه : يُجَارون وهو اختيار الطبري . تقول العرب : أنا لك جار وصاحب من فلان أي مجير منه قال الشاعر : @ يُنادِي بأعلى صوتِه متعوِّذاً ليُصحَبَ منها والرِّماحُ دَوَانِي @@ وروى معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : « يُنْصَرُونَ » أي يحفظون . قتادة : أي لا يصحبهم الله بخير ، ولا يجعل رحمته صاحباً لهم . قوله تعالى : { بَلْ مَتَّعْنَا هَـٰؤُلاۤءِ وَآبَآءَهُمْ } قال ابن عباس : يريد أهل مكة . أي بسطنا لهم ولآبائهم في نعيمها و { طَالَ عَلَيْهِمُ ٱلْعُمُرُ } في النعمة فظنوا أنها لا تزول عنهم ، فاغتروا وأعرضوا عن تدبير حجج الله عز وجل . { أَفَلاَ يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي ٱلأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَآ } أي بالظهور عليها لك يا محمد أرضاً بعد أرض ، وفتحها بلداً بعد بلدٍ مما حول مكة قال معناه الحسن وغيره . وقيل : بالقتل والسبي حكاه الكلبي . والمعنى واحد . وقد مضى في « الرعد » الكلام في هذا مستوفى . { أَفَهُمُ ٱلْغَالِبُونَ } يعني كفار مكة بعد أن نقصنا من أطرافهم ، بل أنت تغلبهم وتظهر عليهم .