Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 67-67)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { لِّكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً } أي شرعا . { هُمْ نَاسِكُوهُ } أي عاملون به . { فَلاَ يُنَازِعُنَّكَ فِي ٱلأَمْرِ } أي لا ينازعنك أحد منهم فيما يُشرع لأمتك فقد كانت الشرائع في كل عصر . وروت فرقة أن هذه الآية نزلت بسبب جدال الكفار في أمر الذبائح ، وقولهم للمؤمنين : تأكلون ما ذبحتم ولا تأكلون ما ذبح الله من الميتة ، فكان ما قتل الله أحق أن تأكلوه مما قتلتم أنتم بسكاكينكم فنزلت الآية بسبب هذه المنازعة . وقد مضى هذا في « الأنعام » والحمد لله . وقد تقدم في هذه السورة ما للعلماء في قوله تعالى : { مَنسَكاً } . وقوله : { هُمْ نَاسِكُوهُ } يعطي أن المَنْسك المصدر ، ولو كان الموضع لقال هم ناسكون فيه . وقال الزجاج : « فلا يُنَازِعُنَّك في الأمر » أي فلا يجادلنّك ودلّ على هذا « وإن جَادَلُوكَ » . ويقال : قد نازعوه فكيف قال فلا ينازعنك فالجواب أن المعنى فلا تنازعهم أنت . نزلت الآية قبل الأمر بالقتال ، تقول : لا يضاربنك فلان فلا تضاربه أنت فيجري هذا في باب المفاعلة . ولا يقال : لا يضربنك زيد وأنت تريد لا تضرب زيداً . وقرأ أبو مِجْلَز « فلا يَنْزِعنّك في الأمر » أي لا يستخفَنَّك ولا يغلبنك عن دينك . وقراءة الجماعة من المنازعة . ولفظ النهي في القراءتين للكفار ، والمراد النبيّ صلى الله عليه وسلم . { وَٱدْعُ إِلَىٰ رَبِّكَ } أي إلى توحيده ودينه والإيمان به . { إِنَّكَ لَعَلَىٰ هُدًى } أي دين . { مُّسْتَقِيمٍ } أي قويم لا اعوجاج فيه .