Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 6-7)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { ذٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ } لما ذكر افتقار الموجودات إليه وتسخيرها على وَفْق اقتداره واختياره في قوله : { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ ٱلْبَعْثِ إلى قوله بَهِيجٍ } . قال بعد ذلك : { ذٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِـي ٱلْمَوْتَىٰ وَأَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ آتِيَةٌ لاَّ رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ ٱللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي ٱلْقُبُورِ } . فنبّه سبحانه وتعالى بهذا على أن كل ما سواه وإن كان موجوداً حقاً فإنه لا حقيقة له من نفسه لأنه مسخَّر مصرّف . والحق الحقيقيّ : هو الموجود المطلق الغنيّ المطلق وأن وجود كلّ ذي وجود عن وجوب وجوده ولهذا قال في آخر السورة : { وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ ٱلْبَاطِلُ } [ الحج : 62 ] . والحق الموجود الثابت الذي لا يتغيّر ولا يزول ، وهو الله تعالى . وقيل : ذو الحق على عباده . وقيل : الحق بمعنى في أفعاله . وقال الزجاج : « ذلِك » في موضع رفع أي الأمر ما وُصف لكم وبُيّن . { بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ } أي لأن الله هو الحق . قال : ويجوز أن يكون « ذلك » نصباً أي فعل الله ذلك بأنه هو الحق . { وَأَنَّهُ يُحْيِـي ٱلْمَوْتَىٰ } أي بأنه { وَأَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } أي وبأنه قادر على ما أراد . { وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ آتِيَةٌ } عطف على قوله : « ذلِك بِأن الله هو الحق » من حيث اللفظ ، وليس عطفاً في المعنى إذ لا يقال فعل الله ما ذكر بأن الساعة آتية ، بل لابد من إضمار فعل يتضمنه أي وليعلموا أن الساعة آتية { لاَّ رَيْبَ فِيهَا } أي لا شك . { وَأَنَّ ٱللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي ٱلْقُبُورِ } يريد للثواب والعقاب .