Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 21-27)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَإِنَّ لَكُمْ فِي ٱلأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُمْ مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فيِهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَعَلَيْهَا وَعَلَى ٱلْفُلْكِ تُحْمَلُونَ } تقدّم القول فيهما في « النحل » والحمد لله . وفي هود قصة السفينة ونوح ، وركوب البحر في غير موضع . قوله تعالى : { وَعَلَيْهَا } أي وعلى الأنعام في البر . { وَعَلَى ٱلْفُلْكِ } في البحر . { تُحْمَلُونَ } وإنما يحمل في البر على الإبل فيجوز أن ترجع الكناية إلى بعض الأنعام . وروي أن رجلاً ركب بقرة في الزمان الأوّل فأنطقها الله تعالى معه فقالت : إنا لم نخلق لهذاٰ وإنما خلقت للحرث . قوله تعالى : { مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ } قرىء بالخفض ردًّا على اللفظ ، وبالرفع رداً على المعنى . وقد مضى في « الأعراف » . قوله تعالى : { مَا هَـٰذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ } أي يسودكم ويشرُف عليكم بأن يكون متبوعاً ونحن له تبع . { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لأَنزَلَ مَلاَئِكَةً } أي لو شاء الله ألاّ يعبد شيء سواه لجعل رسوله مَلَكاً . { مَّا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا } أي بمثل دعوته . وقيل : ما سمعنا بمثله بشراً أتى برسالة ربه . { فِيۤ آبَآئِنَا ٱلأَوَّلِينَ } أي في الأمم الماضية قاله ابن عباس . والباء في « بهذا » زائدة أي ما سمعنا هذا كائناً في آبائنا الأوّلين ، ثم عطف بعضهم على بعض فقالوا : { إِنْ هُوَ } يعنون نوحاً { إِلاَّ رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ } أي جنون لا يدري ما يقول . { فَتَرَبَّصُواْ بِهِ حَتَّىٰ حِينٍ } أي انتظروا موته . وقيل : حتى يستبين جنونه . وقال الفراء : ليس يراد بالحين هاهنا وقت بعينه ، إنما هو كقوله : دعه إلى يومٍ مّا . فقال حين تمادوْا على كفرهم : { رَبِّ ٱنصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ } أي انتقم ممن لم يطعني ولم يسمع رسالتي . { فَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ } أي أرسلنا إليه رسلاً من السماء { أَنِ ٱصْنَعِ ٱلْفُلْكَ } على ما تقدّم بيانه . قوله تعالى : { فَٱسْلُكْ فِيهَا } أي أدخل فيها واجعل فيها يقال : سلكته في كذا وأسلكته فيه إذا أدخلته . قال عبد مناف بن رِبْع الهُذَلِيّ : @ حتى إذا أسلكوهم في قُتائدةٍ شَلاًّ كما تَطْرد الجَمَّالةُ الشُّرُدا @@ { مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ } قرأ حفص « مِن كلٍّ » بالتنوين ، الباقون بالإضافة وقد ذكر . وقال الحسن : لم يحمل نوح في السفينة إلا ما يلد ويبيض ، فأما البق والذباب والدود فلم يحمل شيئاً منها ، وإنما خرج من الطين . وقد مضى القول في السفينة والكلام فيها مستوفًى ، والحمد لله .