Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 33-35)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَقَالَ ٱلْمَلأُ } أي الأشراف والقادة والرؤساء . { مِن قَوْمِهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱلآخِرَةِ } يريد بالبعث والحساب . { وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي ٱلْحَيـاةِ ٱلدُّنْيَا } أي وسّعْنَا عليهم نعم الدنيا حتى بَطِروا وصاروا يؤتوْن بالتُّرْفة ، وهي مثل التُّحْفة . { مَا هَـٰذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ } فلا فضل له عليكم لأنه محتاج إلى الطعام والشراب كأنتم . وزعم الفرّاء أن معنى « ويشرب مما تشربون » على حذف مِن ، أي مما تشربون منه وهذا لا يجوز عند البصريين ولا يحتاج إلى حذف ألْبَتَّة لأن « ما » إذا كان مصدراً لم يحتج إلى عائد ، فإن جعلتها بمعنى الذي حذفت المفعول ولم يحتج إلى إضمار من . { وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِّثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ } يريد لمغبونون بترككم آلهتكم واتّباعكم إياه من غير فضيلة له عليكم . { أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتٌّمْ وَكُنتُمْ تُرَاباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُّخْرَجُونَ } أي مبعوثون من قبوركم . و « أنّ » الأولى في موضع نصب بوقوع « يعدِكم » عليها ، والثانية بدل منها هذا مذهب سيبويه . والمعنى : أيعدكم أنكم مخرجون إذا متم . قال الفرّاء : وفي قراءة عبد الله « أيعدكم إذا متم وكنتم تراباً وعظاماً أنكم مخرجون » وهو كقولك : أظن إن خرجت أنك نادم . وذهب الفرّاء والجَرْمِيّ وأبو العباس المبرد إلى أن الثانية مكررة للتوكيد ، لما طال الكلام كان تكريرها حسناً . وقال الأخفش : المعنى أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم تراباً وعظاماً يحدث إخراجكم فـ « ـأنّ » الثانية في موضع رفع بفعل مضمر كما تقول : اليوم القتال ، فالمعنى اليوم يحدث القتال . وقال أبو إسحاق : ويجوز « أيعدكم إنكم إذا مِتم وكنتم تراباً وعظاماً إنكم مخرجون » لأن معنى « أيعدكم » أيقول إنكم .