Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 36-36)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال ابن عباس : هي كلمة للبعد كأنهم قالوا بعيد ما توعدون أي أن هذا لا يكون ما يذكر من البعث . وقال أبو عليّ : هي بمنزلة الفعل أي بَعُد ما توعدون . وقال ابن الأنباري : وفي « هيهات » عشر لغات : هيهاتَ لك بفتح التاء وهي قراءة الجماعة . وهيهاتِ لك بخفض التاء ويروى عن أبي جعفر بن القَعْقَاع . وهيهاتٍ لك بالخفض والتنوين يروى عن عيسى بن عمر . وهيهاتُ لك برفع التاء الثعلبي : وبها قرأ نصر بن عاصم وأبو العالية . وهيهاتٌ لك بالرفع والتنوين وبها قرأ أبو حَيْوَة الشامي ذكره الثعلبي أيضاً وهيهاتاً لك بالنصب والتنوين قال الأحوص : @ تذكَّرت أياماً مضَيْن من الصِّبا وهيهات هيهاتاً إليك رجوعها @@ واللغة السابعة : أيهات أيهات وأنشد الفرّاء : @ فأيهاتَ أيهاتَ العقِيقُ ومن به وأيهات خِلٌّ بالعقيق نواصله @@ قال المهدوِيّ : وقرأ عيسى الهَمْداني « هيهاتْ هيهاتْ » بالإسكان . قال ابن الأنباري : ومن العرب من يقول « أيهان » بالنون ، ومنهم من يقول « أيها » بلا نون . وأنشد الفرّاء : @ ومن دُونِيَ الأعيان والقِنْع كله وكُتْمانُ أيْهَا ما أشتّ وأَبْعَدَا @@ فهذه عشر لغات . فمن قال « هيهاتَ » بفتح التاء جعله مثل أين وكيف . وقيل : لأنهما أداتان مركّبتان مثل خمسة عشر وبَعْلَبَكّ ورام هُرْمُز ، وتقف على الثاني بالهاء كما تقول : خمس عشرة وسبع عشرة . وقال الفرّاء : نصبُها كنصب ثُمّتَ ورُبَّت ، ويجوز أن يكون الفتح إتباعاً للألف والفتحة التي قبلها . ومن كسره جعله مثل أمسِ وهؤلاءِ . قال : @ وهيـهـاتِ هيـهـات إلـيـكَ رجـوعـهـا @@ قال الكسائي : ومن كسر التاء وقف عليها بالهاء فيقول هيهاه . ومن نصبها وقف بالتاء وإن شاء بالهاء . ومن ضمها فعلى مثل منذُ وقطُّ وحيثُ . ومن قرأ « هيهات » بالتنوين فهو جمعٌ ذهب به إلى التنكير كأنه قال بُعْداً بُعْداً . وقيل : خُفِض ونوّن تشبيهاً بالأصوات بقولهم : غاقٍ وطاقٍ . وقال الأخفش : يجوز في « هيهات » أن تكون جماعة فتكون التاء التي فيها تاء الجميع التي للتأنيث . ومن قرأ « هيهاتٍ » جاز أن يكون أخلصها اسماً معرباً فيه معنى البعد ، ولم يجعله اسماً للفعل فيبنِيَه . وقيل : شبه التاء بتاء الجمع ، كقوله تعالى : « فإذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ » . قال الفرّاء : وكأني أستحب الوقف على التاء لأن من العرب من يخفص التاء على كل حال فكأنها مثل عرفات وملكوت وما أشبه ذلك . وكان مجاهد وعيسى بن عمر وأبو عمرو بن العلاء والكسائي وابن كثير يقفون عليها « هيهاه » بالهاء . وقد روي عن أبي عمرو أيضاً أنه كان يقف على « هيهات » بالتاء ، وعليه بقية القرّاء لأنها حرف . قال ابن الأنباري . من جعلهما حرفاً واحداً لا يفرد أحدهما من الآخر ، وقف على الثاني بالهاء ولم يقف على الأوّل فيقول : هيهات هيهاه ، كما يقول خمس عشرة ، على ما تقدم . ومن نوى إفراد أحدهما من الآخر وقف فيهما جميعاً بالهاء والتاء لأن أصل الهاء تاء .