Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 55-56)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ } « ما » بمعنى الذي أي أيحسبون يا محمد أن الذي نعطيهم في الدنيا من المال والأولاد هو ثواب لهم ، إنما هو استدراج وإملاء ، ليس إسراعاً في الخيرات . وفي خبر « أنّ » ثلاثة أقوال ، منها أنه محذوف . وقال الزجاج : المعنى نسارع لهم به في الخيرات ، وحذفت به . وقال هشام الضرير قولاً دقيقاً ، قال : « أنما » هي الخيرات فصار المعنى : نسارع لهم فيه ، ثم أظهر فقال « في الخيرات » ، ولا حذف فيه على هذا التقدير . ومذهب الكسائي أن « أنما » حرف واحد فلا يحتاج إلى تقدير حذف ، ويجوز الوقف على قوله : « وبنين » . ومن قال : « أنما » حرفان فلا بدّ من ضمير يرجع من الخبر إلى اسم « أنّ » ولم يتم الوقف على « وبنين » . وقال السِّخْتِيانيّ : لا يحسن الوقف على « وبنين » لأن « يحسبون » يحتاج إلى مفعولين ، فتمام المفعولين « في الخيرات » . قال ابن الأنباري : وهذا خطأ لأن « أنّ » كافية من اسم أن وخبرها ولا يجوز أن يؤتى بعد « أن » بمفعول ثان . وقرأ أبو عبد الرحمن السُّلَمِيّ وعبد الرحمن بن أبي بكرة « يسارِع » بالياء ، على أن يكون فاعله إمدادنا . وهذا يجوز أن يكون على غير حذف أي يسارع لهم الأمداد . ويجوز أن يكون فيه حذف ، ويكون المعنى يسارع الله لهم . وقرىء « يُسارَعُ لهم في الخيرات » وفيه ثلاثة أوجه : أحدها على حذف به . ويجوز أن يكون يُسارَع الأمدادَ . ويجوز أن يكون « لهم » اسم ما لم يسم فاعله ذكره النحاس . قال المهدوِيّ : وقرأ الحرّ النحوي « نسرع لهم في الخيرات » وهو معنى قراءة الجماعة . قال الثعلبي : والصواب قراءة العامة لقوله « نمدهم » . { بَل لاَّ يَشْعُرُونَ } أن ذلك فتنة لهم واستدراج .